خسر الأهلي نقطتين بآخر مباراة في الدوري أمام الإسماعيلي بعدما عاد قبل نهاية المباراة بدقائق قليلة بركلة
جزاء مؤمن زكريا، لتُظهر هذه المباراة أخطاء وقع بها الفريق اتاحت الفرصة
للإسماعيلي للتقدم طوال أغلب الوقت.
في البداية جاريدو دخل بنفس الطريقة التي لعب بها أمام الرجاء مع تعديليّن،
الأول هو اقحام وليد سليمان بدلاً من المصاب بيتر ايبيموبوي ليستمر بنفس الفكر وهو
تقدم باسم علي وحسين السيد مع انضمام وليد سليمان وعبد الله السعيد لقلب الملعب.
التعديل
الأخر هو اعطاء مهمة التواجد أمام الخط الدفاعي وبدء الهجمة لحسام غالي الذي تواجد
أغلب الوقت أمام الثنائي شريف حازم وسعد سمير، ليتواجد حسام عاشور دائماً بمنتصف
الملعب على حدود الدائرة في الحالة الدفاعية مع التقدم بعض الياردات البسيطة في
الحالة الهجومية.
التدرج
بالكرة من الخلف للأمام كانت مشكلة كبيرة بالنسبة للأهلي أمام الإسماعيلي، ليعتمد
جاريدو على الكرات العالية التي لم تنجح الا عند قلب الملعب، فالكرات العالية في
قلب الملعب كانت من نصيب دفاع الإسماعيلي في ظل عدم وجود مهاجم قوي، بينما الكرات
على الأطراف في الأغلب كانت ناجحة لتوغل باسم وحسين عليهم.
بخلاف الكرات العالية للوصول لمرمى المنافس فشل
الأهلي في الخروج بتمريرات بسيطة من نصف ملعبه لنصف ملعب الإسماعيلي وهو ما شكل خطورة
كبيرة خاصةً بالشوط الأول على مرمى الأهلي، فأخطر فرصتان للإسماعيلي كانتا بسبب أخطاء
بسيطة في التمرير من خطي الدفاع ووسط الملعب في أماكن لا يمكن خسارة الكرة بها وهي
من بديهيات كرة القدم.
الأخطاء في
التمريرات أمر توقعه طارق يحيى المدير الفني للإسماعيلي مثلما تحدث بالمؤتمر
الصحفي عقب اللقاء، وهو ما ظهر واضحاً بالضغط الخماسي الذي قام به الإسماعيلي على
وسط ودفاع الأهلي، وهو ما يؤكد معاناة الأهلي من هذه الظاهرة في المباريات السابقة.
وبالتالي فإن
تقدم باسم علي وحسين السيد أمر مساعد لهذه الأخطاء لعدم وجود حلول على الأطراف
للتمرير، ليكون الحل الوحيد لثنائي الدفاع والوسط هو التمرير في قلب الملعب أو
الكرات العالية وبالتالي وضع اللاعبين تحت ضغط دفاع المنافس والتعرض أكثر لخسارة
الكرة، وهذه احدى عيوب الريتم السريع الذي يلعب به الأهلي منذ فترة.
فالأهلي
دائماً ما يلعب بريتم بطيء نوعاً ما، فالتمريرات بين ثلاثي الدفاع عند اللعب
قديماً بـ3-5-2 كانت احدى الماركات المسجلة للقلعة الحمراء، ولكن مع جاريدو ريتم
الأهلي أصبح أكثر سرعة، ولكن هل نظل نلعب بهذه الطريقة حتى إذا كانت النتائج سلبية؟
طارق يحيى استعمل
على الأقل 4 أو 5 لاعبين في هجماته، وفي ظل عدم عودة رباعي هجوم الأهلي للدفاع،
وجد لاعبو الإسماعيلي المساحات في دفاعات الأهلي، وكان الأفضل لتخطي هذه الأزمة
عودة أحد ثلاثي وليد وعبد الله ومؤمن للمساندة الدفاعية، ولكنه أمر لم يحدث حتى
تلقى الأهلي هدف عمرو السولية.
بالشوط
الثاني الأهلي كان في حاجة للتعادل، ليخرج متعب الذي لم يظهر كثيراً بالشوط الثاني
والدفع بتريزيجيه بالجانب الأيسر على أن يتواجد مؤمن والسعيد في مركز المهاجم،
ليلعب الأهلي دون مهاجم صريح يجيد الألعاب الهوائية.
ومع نزول رزق
ومحمد هاني بالدقيقة 60 وخروج سعد سمير وعاشور دفع جاريدو بلاعبين أكثر في الناحية
الهجومية، وهو ما صنع الفرص للاعبي الأهلي ولكن عدم اتقان اللمسة الأخيرة أصبح
"بعبع" الفريق طوال الموسم تسبب في ضياع الكثير من النقاط.
وصول الأهلي
لمرمى الإسماعيلي بالشوط الثاني كثيراً كان لعدة أسباب مثل الدفع بالكثير من
اللاعبين في الهجوم، ولكن بدى أن السبب الأهم هو عدم اتقان لأي متابع للمباراة
لطريقة لعب الأهلي، فجاريدو واللاعبين فقط هم من علموا بالطريقة فقط حتى مضي
بالأقل 10 دقائق عن نزول رزق وهاني.
وحتى مضي هذه
الدقائق، علمنا أن جاريدو دفع بعبد الله ومؤمن في قلب الهجوم على أن يضم لهم
تريزيجيه إذا كانت الهجمة من الجانب الأيمن، ووليد ينضم لهم إذا كانت الهجمة من
الجانب الأيسر.
نجاح الأهلي
في الوصول للإسماعيلي بالشوط الثاني يعني نجاح طريقة جاريدو، ومن الممكن أن يكون
متأثر بالكرة في دوري بلاده أسبانيا والتي لعب به البرسا باحدى المواسم الماضي
بسانشيز وميسي وبيدرو دون وجود مهاجم صريح.
فالمسألة
ليست اللعب بمهاجم صريح فقط ولكنها الوصول لمرمى المنافس وخلق الفرص، ولكن إلى متى
سنظل نضيع الفرص ونخسر النقاط؟