في كل مشوار بطولة يمر به النادي الأهلي، لابد وأن تقف امام مباراة لا يمكن ان تنسي، في بعض الأحيان إذا أراد الشياطين الحمر تحقيق الكثير عليهم أن يمروا اولاً من تلك البوابة.
لقاء بعينه إذا كتب لنا واستطاع الأهلي تحقيق اللقب، سيحمل الكأس ختم هذه المباراة على وجه الخصوص، ستمر بنا الأيام ورحلة الزمن لن تمحي هذه الذكري، فعندما نتذكر النجاح الصعب، او الإخفاق في اللحظة الأخيرة، بالتأكيد سيكون العنوان هي تلك المباراة.
الكونغو، ملعب الشهداء، مارس 2021:
هي تلك التفاصيل الصغيرة التي تقع بجانب بعضها البعض حتى تكون تلك الحكاية الأسطورية التي يسعدنا ان نرويها لمن لم يشاهدها، نقص عليه الصعب قبل السهل، بل من الممكن ان ننسي السهل ونتجاهله تماماً، او نبدأ به القصة كالمقبلات.
كان الهجوم علي الفريق شرس للغاية، الجماهير غاضبه والآراء متباينة للغاية ضد المدير الفني للفريق، لم يشفع للمدرب آنذاك تلك القاضية الشهيرة، وكان من الواضح ان هذا الإنجاز وحده لن يكفي، جمهور الأهلي لا يشبع، وبالطبع التعادل مع فيتا كلوب في القاهرة، زاد الوضع صعوبة.
ظاهرة الأهداف الضائعة، وضعت الأهلي في هذه الإشكالية، تلك المباراة بالتحديد، الأهلي أضاع مجموعة من الفرص خرجت من خانة الأهداف المهدرة، لمجموعة من اللاعبين مصرين علي اغتيال امالهم في التأهل ومطاردة اللقب الثاني علي التوالي، ثم ما لم يحدث في 68 دقيقة حدث فجأة في دقيقتين الأهلي اقتنص فيتا في ستاد القاهرة بهدفين، ولكن خطأ الحكم رضوان جيد جاء تاريخياً، اختفاء تقنية الفيديو لم تساعد الأهلي واحتسب جيد ركلة جزاء لم تكن ركلة جزاء ولم تكن داخل منطقة الجزاء من الأساس، الأهلي يهدد حلم التأهل تعادل مع فيتا 2-2 مع هزيمة من سيمبا، نعم نحن في ازمة.
10 أيام من الغضب حتى موعد مباراة الفريق المقبلة امام نفس المنافس، فيتا كلوب يتوعد الأهلي، مع الكثير من الاساطير حول ملعب المباراة، سمعنا ان حرارة الأجواء في الملعب صعبة، العديد من الحكايات الأسطورية، الأهلي لن يواجه فيتا كلوب، الأهلي سيواجه العنقاء ووحش البحيرة المفترس الذي يمتلك رأساً تملئها الثعابين مثل ميدوسا، اسطورة اغريقية مكتملة تنتظر الأهلي المسكين.
حتى المنافس اللدود، أصحاب القمصان البيضاء، غسلوا احزان القاضية والخروج المنتظر من المجموعات باقتراب خروج الأهلي هو الاخر، الجميع انتظر خروج الأهلي وتوديعه للبطولة، فقط علي فيتا كلوب الفتك بالأهلي تحت الأجواء الحارة مع الأصوات المرعبة للتنين المجنح الذي يخبئه فريق فيتا خصيصاً للنادي الأهلي.
فقط 19 دقيقة، ورغم صعوبة المباراة، ودقة موقف النادي الأهلي، فقط 19 دقيقة هي التي احتاجاها النادي الأهلي ونجومه حتى يحطم تلك الاساطير المنتظرة، المارد الاهلاوي العظيم اجتاح فيتا كلوب، وحش البحيرة وراس ميدوسا وأبو رجل مسلوخة وكل تلك الاساطير التي كان الجميع يسمعها تحطمت امام الفرص والهجوم المستمر من النادي الأهلي حتى سجل افشة ومحمد شريف هدفان في اول 19 دقيقة ارحوا الجماهير الحمراء.
لم يكن هناك أي مؤشرات اخري في اللقاء الذي انتظره الجميع مزلزل للنادي الأهلي، لم يحمل في باقي احداثه الا هدف ثالث قضي به طاهر علي أي امل باقي لدي فيتا جلوب ومجموعة مشجعيه متعددة الجنسيات وخصوصاً فرعها الأكبر في ميت عقبة.
لينتصر الأهلي ويكون لقاء ملعب الشهداء، هو العلامة الفارقة في الطريق صوب النجمة العاشرة، العديد من الذكريات سنتذكرها في تلك الليلة، سؤال وحيد ظل يتردد في عقول البعض، من اين جاءت تلك الامطار اللعينة اذن؟! اين ذهبت ارتفاع درجات الحرارة، حتى الطقس في الكونغو الديموقراطية يقف بجانب الأهلي!