تدوي الهتافات، ستاد القاهرة يتحول لملحمة جماهيرية، صاروخ طاهر ابوزيد يهد مرمى بادو الزاكي، مصر تتأهل لنهائي الأمم الأفريقية، الكل يحتفل، الفراعنة على بعد خطوة من التتويج.
هو طاهر ابوزيد، الملقب بمارادونا النيل، النجم المصري صاحب القدم اليسارية التي يخشاها الجميع، هو بطل التتويج ببطولة الأمم الأفريقية 1986، صاحب التأهل لنهائي البطولة بالفوز على المغرب.
طاهر ابوزيد بدأ مسيرته مع الأهلي في نهاية السبعينات ولكن بزغ اسمه في بطولة كأس العالم للشباب التي أقيمت في أستراليا 1981 وتوج بلقب هداف البطولة مع المنتخب المصري كما حقق لقب هداف بطولة الأمم الأفريقية 1984 ولكن لم يتوج باللقب.
1986، البطولة الأبرز للنجم طاهر ابوزيد في مسيرته مع المنتخب، الذي بدأ بمفاجأة صعبة على الجمهور حيث خسر بهدف أمام السنغال في مباراة الافتتاح، وأصبح لزاما على المنتخب أن يحقق الفوز في مباراتيه ضد كوت ديفوار وامام موزمبيق.
استطاع المنتخب المصري أن يهزم كوت ديفوار بنتيجة 2/0 في الدقائق الأخيرة من المباراة، ثم كان لطاهر ابوزيد راي آخر في المباراة الأخيرة ضد موزمبيق بهدفين ولكن كانت الصدمة حصوله على الإنذار الثاني ليتأكد غيابه عن مواجهة المغرب بنصف نهائي البطولة.
وقدم اتحاد الكرة التماسا للجنة المنظمة ليتم رفع الإنذار عن طاهر ابوزيد ليحق له المشاركة أمام المنتخب المغربي، وبالفعل في الدقيقة 79 يحتسب الحكم ضربة حرة لصالح المنتخب المصري ويتصدى لها صاحب القدم اليسرى طاهر أبوزيد وسط هتافات مدوية من الجمهور الذي ملأ أرجاء ستاد القاهرة.
وكان طاهر ابوزيد عند الموعد، يسدد كرة خادعة تسكن شباك بادو الزاكي حارس المغرب الكبير، الهدف الذي يحتفظ كل المصريين بكل تفاصيله في ذكرياتهم مع كرة القدم.
أضواء الكاميرات تشتعل قبل أن تسكن الكرة المرمى، هتافات تغطي على صوت الراحل محمد لطيف، مصطفى عبده يتجه للجمهور، اللاعبون يحتفلون مع نجم البطولة والجهاز الفني، المنتخب وصل للنهائي بعد غياب طويل.
المباراة النهائية فرض التعادل السلبي على منتخبي مصر والكاميرون والحكم رفض هدف للفراعنة ليحتكم الجميع إلى ضربات الترجيح التي ابتسمت للمنتخب المصري ويدون اسمه باللقب الثالث.