يوماً بعد يوم يزداد عدد اللاعبين الأفارقة اللمنتشرين في الأندية الأوروبية.. وإذا كان بعض هؤلاء اللاعبين قادمين من أنديتهم بعض أن فرضت موهبتهم نفسها، يوجد الكثير من اللاعبين الذين نشأوا في أكاديميات أنشأتها بعض الأندية الأوروبية خصيصاً للبحث عن المواهب الإفريقية الشابة منذ بداية مشوارهم.
في التقرير التالي نستعرض بعض هذه الأكاديميات وكيفية نشأتها ، كما نلقي الضوء على بعض المواهب التي قطعت الطريق من أوله لتصل لأعلى الفرق الأوروبية.
قبل تسع سنوات التقى الأهلي مع فريق جنوب إفريقي إسمه "أياكس كيب تاون".. ولفت هذا الفريق النظر بإسمه وملابسه التي تماثل تماماً فريق أياكس الهولندي الشهير.. أياكس كيب تاون تأسس عام 1999 بدمج فريقي "سفن ستارز" و"كيب تاون سبيرز"، وبإشراف مباشر من أياكس أمستردام الذي منح النادي إسمه وشعاره ليصبح بمثابة النادي الذي يقوم فيه بمراقبة وتفريخ اللاعبين الموهوبين. وبمجرد تأسيسه كانت أكاديمية أياكس كيب تاون تعمل بنفس نهج النادي الهولندي الكبير، وفي أول أعوامها برز إسم الصغير "ستيفن بينار" الذي لم يستمر سوى لعامين فقط قبل أن يشد الرحال إلى أياكس الهولندي. بينار لعب بعدها لبروسيا دورتموند وإيفرتون وتوتنهام هوتسبير قبل أن يعود لإيفرتون مجدداً.
وبعد بينار استمر أياكس كيب تاون في تصدير النجوم، الذين كان أبرزهم مؤخراً تولاني سيريرو الذي يتألق حالياً مع أياكس أمستردام منذ عام 2012. وإلى جانب عملية تصدير النجوم أصبح أياكس كيب تاون أحد الكبار في كرة جنوب أفريقيا محققاً لقب الكأس في 2007 ووصيف الدوري مرتين في 2004 و2008.
أياكس كانت له تجربة مماثلة في غانا حين قام بتأسيس أكاديميته في نادي جولد فيلدز عام 1999، لكن التجربة لم تستمر سوى لأربع سنوات قبل أن ينفصل الطرفان ويتحول جولد فيلدز إلى فريق أشانتي جولد.
تجربة أياكس كيب تاون تعد فريدة من نوعها، وبدأ فريق فينوورد الهولندي أيضاً تجربة مماثلة بتأسيس أكاديمية فينوورد في غانا. أكاديمية تحولت إلى فريق محترف يشارك حالياً بدوري الدرجة الثانية الغاني.
أحد أبرز الأكاديميات الموجودة في إفريقيا هي أكاديمية بيبسي في نيجيريا، وهي الأكاديمية التي أقامتها شركة المياه الغازية الشهيرة بالتعاون مع الاتحاد النيجيري لكرة القدم لتصدير اللاعبين لأندية أوروبا، وكان أبرز هؤلاء اللاعبين نيجيري صغير انتقل للعب في النرويج ومنه إلى تشيلسي، وإسمه جون أوبي ميكيل.
مانشستر سيتي الانجليزي بدوره قام بعمل أكثر من اتفاق داخل القارة السمراء، أبرزها كان اتفاقاً يرعى سيتي بموجبه اتحاد الكرة الغاني ويقيم معسكرات للغانيين الموهوبين في مانشستر. وعلى هامش هذا الاتفاق قام مانشستر سيتي بتأسيس أكاديمية "الحق في الحلم" “Right to Dream” في غانا.. أكاديمية أصبحت هي الأكبر في أفريقيا وبدأت في استقبال الصغار من سن الثامنة. وتحولت هذه الأكاديمية إلى مصنع لتفريخ نجوم صغار شقوا طريقهم إلى صفوف مانشستر سيتي.
من بين هؤلاء النجوم الصغار بسمارك أدجي بواتنج (20 سنة) الذي انضم لسيتي في 2012. ولفت بواتنج الأنظار بموهبته حتى أن التشيلي مانويل بيليجريني المدير الفني للفريق الأول أشاد به. لكن عدم حصوله على تصريح العمل نقله معاراً إلى شترومجودست النرويجي حيث يتألق هناك منذ موسمين، ويتوقع عودته لسيتي الموسم المقبل.
ومع بواتنج كان لاعب الوسط اينوك كواكوا (20 سنة) الذي انتقل من أكاديمية Right to Dream إلى مانشستر سيتي، ثم خرج معاراً إلى شترومجودست أيضاً. لاعب ثالث انتقل من الأكاديمية إلى سيتي هو جودسواي دونيو (19 سنة) الذي انضم لسيتي في 2013 قبل أن تتم إعارته لديورجاردنز السويدي. دونيوه تألق مع فريقه السويدي ليعود إلى سيتي، الذي أعاره مجدداً لفالكنبرج السويدي هذا الموسم، ويتلقى دونيوه إشادة الجميع هناك.
فريق أكاديمية Right to Dream ذاته بدأ المشاركة في عدد من البطولات الأوروبية الودية للناشئين، وأصبح بمثابة الفرخة التي تبيض ذهباً سواء لمانشستر سيتي أو لغيره من الفرق التي تسعى وراء هؤلاء اللاعبين.
ولم يتوقف سيتي عند هذا الحد فذهب إلى جنوب أفريقيا لينشئ أكاديمية بنادي مبومالانجا بلاك إيسز الذي يلعب ضمن الدوري الممتاز هناك. سيتي وقع اتفاقاً مع النادي ليذهب بمقتضاه أبرز اللاعبين للتدرب في سيتي بالإضافة لبرامج تبادل مدربين وتطوير الشباب بالنادي الجنوب إفريقي.
نجاح سيتي دفع جاره مانشستر يونايتد لتأسيس مدرسة لكرة القدم في جنوب أفريقيا، لكنها لم تلق النجاح المتوقع ليتم إغلاقها فيما بعد. الغريب أن يونايتد أعلن عن افتتاح مدرسة جديدة له في أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة، لكنها جاءت كخطوة تجارية أكثر منها رياضية.
أحد أبرز الأكاديميات الأفريقية هي أكاديمية أسيك أبيدجان الإيفوارية والمعروفة بإسم "أكاديمية سول بيني". وعلى العكس من تجارب عديدة يمتلك أسيك أكاديميته، فيما يجري اتفاقاً مع أكثر من ناد أبرزها أرسنال الانجليزي وتشارلتون الانجليزي وبيفرين البلجيكي وفينوورد الهولندي لمتابعة لاعبيه عن قرب. أبرز منتجات هذه الأكاديمية كان الحبيب كولو توريه الذي انتقل لأرسنال في عام 2002 ولعب بعدها لمانشستر سيتي وحالياً في صفوف ليفربول.
ومع تواجد أكثر من أكاديمية على أرض مصر لأندية مثل ريال مدريد وأرسنال، تبقى أكاديمية ليفربول هي الأكثر نشاطاً واعترافاً من قبل إدارة النادي الانجليزي. ليفربول وضع لأكاديميته المصرية قسماً خاصاً بموقعه الرسمي، بل وأرسل نجمه التاريخي أيان راش قبل عامين لإلقاء محاضرات لمدربي الأكاديمية التي تحتوي على فرعين بضاحيتي الرحاب ومدينتي.