عشرات المحترفين الذين أتوا للدوري المصري عبر سنواته الطويلة.. لكن عددا ربما لا يتجاوز أصابع اليدين أثبت وجوده بالفعل في هذه البطولة ومع أنديتها المختلفة. في التقرير التالي نلقي الضوء على أبرز المحترفين الأجانب في الأندية المصرية بعيداً عن الأهلي في السنوات الـ15 الأخيرة، تحديداً في الألفية الثالثة.
ويقدم El-Ahly.com تقريراً خاصاً عن أفضل خمس محترفين لعبوا في الدوري خلال الفترة الماضية.
أوتاكا.. من الجبل للدراويش بدأ مشوار النجومية
في عام 1998 ضم المقاولون العرب مهاجماً نيجيرياً من فريق إينوجو رينجرز.. إسمه هو جون تشوكوودي أوتاكا.. من مواليد 8 يناير 1982، أي أنه لم يكن أتم عامه السابع عشر بعد.. لكن المهاجم الصغير لفت الانتباه سريعاً مقدماً موسماً رائعاً لينتقل بعدها للشقيق الأكبر الإسماعيلي.
موسم 1999/2000 شهد تألقاً مبهراً لأوتاكا مع الدراويش..17 هدفاً في مسابقة الدوري توجته بلقب الهداف ليصبح أول إفريقي وثاني أجنبي (بعد اليمني علي محسن) يحقق هذا اللقب.. وتوج موسمه الرائع بقيادة الإسماعيلي لتحقيق لقب كأس مصر على حساب المقاولون العرب برباعية في المباراة النهائية سجل هو هدفها الافتتاحي.
واصل أوتاكا مشواره مع الإسماعيلي في العام التالي مسجلاً 6 أهداف في الدوري وقاد الإسماعيلي في بطولة كأس الاتحاد الإفريقي حتى منتصف المشوار، حين انتقل لصفوف السد القطري مقابل مليوني دولار في صفقة رابحة للإسماعيلي. وتألق بعدها أوتاكا مع لنس ورين الفرنسيين ثم بورتسموث الانجليزي الذي حقق معه لقب كأس انجلترا 2008 ثم مونبلييه الفرنسي الذي فاز معه بالدوري الفرنسي في 2012، لينتقل أخيراً إلى سيفاس سبور التركي في 2013.
ومع منتخب النسور السوبر بدأ أوتاكا مشواره في 2002مسجلاً 6 أهداف في 43 مباراة دولية حتى الآن.


بابا أركو.. رفضه الزمالك فهز شباك الجميع

إرنست بابا أركو.. الغاني المولود في 12 مايو 1984.. بدأ مشواره الكروي ناشئاُ في صفوف فريق أوشين ستارز، لتلتقطه العين الخبيرة للحاج سلاي تيتيه رئيس نادي ليبرتي بروفيشينالز الذي يعد من أكبر أكاديميات الناشئين في غانا ليضمه لصفوفه في عام 2002 وهو في الثامنة عشرة. وعبر عامين تألق بابا أركو ليتلقى عرضاً مع زميله محمد باو للإنضمام للزمالك في 2004.
جاء بابا أركو للفريق الأبيض، لكن مباراته الأولى مع الزمالك ارتبطت بذكرى سيئة حين خسرها أمام المقاولون العرب 4-2 على كأس السوبر المصري 2004. وكما هي العادة في قلعة ميت عقبة أصبح بابا أركو مرتبطاً بخرافة الفأل السيء، ليودع الفريق بعد موسم وحيد لم يشارك فيه سوى في خمس مباريات فقط، ليحكم عليه أنصار الزمالك بالفشل قبل حتى أن يحصل على فرصته كاملة.
انتقل بابا أركو لصفوف طلائع الجيش الوافد الجديد على الدوري الممتاز في بداية موسم 2004-2005، وعلى الفور فرض المهاجم القصير نسبياً(178 سم) نفسه على قادة هجوم الفريق العسكري، مسجلاً 4 أهداف في 12 مباراة فقط خاضها في موسمه الأول. وظل بابا أركو الخيار المفضل لقيادة هجوم الطلائع على مدار سبع سنوات كاملة قضاها في صفوفه، سجل خلالها أكثر من 50 هدفاً.
في موسم 2008/2009 سجل بابا أركو 12 هدفاً ليحصد لقب هداف الدوري مناصفة مع نجم الأهلي الأنجولي أمادو فلافيو ليصبح رابع أجنبي يحقق هذا الشرف بعد علي محسن (اليمن) وجون أوتاكا (نيجيريا) وفلافيو نفسه. انتقل بابا أركو لصفوف العربي القطري في عام 2012 وقضى معه موسم وحيد على سبيل الإعارة، قبل أن يعود لطلائع الجيش ومنه إلى سموحة، حيث واصل تألقه وتسجيله للأهداف الجميلة.
لعب بابا أركو مباراة دولية وحيدة مع المنتخب الغاني الأول أمام أوغندا في يونيو 2009 وسجل هدفاً في هذه المباراة، لكنه لم يستدع مرة أخرى لصفوف النجوم السوداء.
كاميني.. الحارس الهداف

في مايو 2005 ضم فريق حرس الحدود حارس مرمى من فريق القطن الكاميروني.. مارتين كاميني (أو كاميني مارتيني كما اشتهر بين الجماهير المصرية) المولود في جاروا يوم 4 فبراير 1978.. بمجرد وصوله لمصر تساءل الكثيرون عن علاقته بحارس مرمى المنتخب الكاميروني كارلوس كاميني، لكن الكثيرون لم يعرفوا أنهما ينحدران لأسرة واحدة وان كانا ليسا أشقاء.
ومع كاميني بدأ حرس الحدود رحلة التألق في الدوري المصري وتحديداً في كأس مصر.. تصديات الحارس البهلواني فتحت الطريق لكتيبة طارق العشري لتصبح أحد الفرق التي يخشى الكثيرون اللعب أمامها. ومع قرار اتحاد الكرة بعدم الإستعانة بالحراس الأجانب كان امتداد تعاقد كاميني مع الحرس مفتاحأً لبقاء الكاميروني لأطول فترة ممكنة في قلعة المكس.
لكن فبراير 2009 كان هو العلامة الفارقة في مسيرة كاميني. الحارس تألق ليقود الحرس لبلوغ الدور النهائي لبطولة كأس مصر أمام إنبي، وواصل تألقه بصورة أكبر في المباراة النهائية التي وصلت لمرحلة ركلات الترجيح، ليتصدى كاميني لركلتين ويسدد بنفسه الركلة الأخيرة ببراعة كبيرة، ليهدي حرس الحدود لقب الكأس للمرة الأولى في تاريخه، ويواصل مشواره الناجح مع الفريق بحصد لقب السوبر المصري قبل أن يودع الإسكندرية مرغماً بنهاية تعاقده ورفض اتحاد الكرة التراجع عن قرار عدم السماح بضم حراس مرمى أجانب للأندية المصرية.
سيسيه.. إكتشاف جمعة الذي أخطأته عين الأهلي

في عام 2010 أتى عبد الله سيسيه للدوري المصري عبر بوابة المصري البورسعيدي.. قبلها كان وائل جمعة قد رشحه للأهلي لكن العين أخطأته ورفضت التعاقد معه. سيسيه المولود في كوت ديفوار يوم 24 ديسمبر 1983 بدأ مشواره في صفوف جرينوبل الفرنسي قبل أن ينتقل لمونبلييه الذي كان يلعب في الدرجة الثانية وقتها، وعلى مدار خمسة مواسم كان سيسيه بديلاً في أغلب الأوقات لينتقل في عام 2007 للفيصلي السعودي ومنه للدوري القطري مع الخور ثم السيلية.
وفي السيلية كانت علاقة الصداقة بين سيسيه والمعار من الأهلي وائل جمعة هي بداية معرفة الايفواري الذي اختار اللعب لمنتخب بوركينا فاسو (بلد والدته) بالدوري المصري الذي انتقل له بعد موسمين آخرين مع الظفرة الإماراتي ثم الخور مجدداً. وبمجرد قدوم سيسيه للمصري البورسعيدي بدأت موهبته في الظهور وأهدافه تتوالى عبر موسمين بقميص المصري، لينتقل للزمالك في موسم 2012/2013 ويواصل موهبة تسجيل الأهداف معه سواء في الدوري المصري أو في دوري أبطال إفريقيا الذي سجل فيه 6 أهداف في 4 مباريات للزمالك ليقود الفريق الأبيض لبلوغ مرحلة المجموعات، وكان هو المنقذ بتسجيل هدفين في مرمى سان جورج الإثيوبي في أديس أبابا أنقذا الفريق الأبيض من الوداع المبكر.
لكن الخلافات المالية دفعت سيسيه لترك الزمالك والانتقال للدوري الليبي مع الاتحاد، وتتردد بعض الأخبار حول احتمال عودته للدوري المصري من جديد، ومن يدري ربما يكون انتقالاً للأهلي تأخر كثيراً.
دي فونيه.. قاطرة إنبي البشرية

ولد فنسنت دي فونيه (ودي فونيه إسمين مختلفين وليست ديفونيه كما يعتقد الكثيرون) في أبيدجان يوم 15 يوليو 1979. المهاجم ذو الـ180 سم بدأ مشواره مع ستيلا أبيدجان قبل أن ينتقل في عام 2003 إلى الكبير أسيك ميموزا. أرهق دي فونيه الأهلي كثيراً مع زميله ديدييه يا كونان في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا 2006 حين تفوق الأهلي 3-2 في مجموع المباراتين ومضى قدماً ليحقق اللقب في النهاية، لتلتقطه أعين مسئولي إنبي ويضموه في الموسم التالي وتحديداً في يونيو 2007.
وعبر سبعة مواسم مع إنبي أثبت دي فونيه أنه موهبة تهديفية كبيرة، مسجلاً أكثر من 40 هدفاً مع الفريق البترولي في مختلف البطولات، وبالرغم من اقترابه من بلوغ عامه الخامس والثلاثين لازال الإيفواري أحد الأعمدة الرئيسية لإنبي في خط الهجوم، وكان أحد عوامل فوز الفريق البترولي بلقب كأس مصر 2011 على حساب الزمالك في المباراة النهائية.