لنتعلم منهم..كيف حولت بلجيكا منتخبها الى فريق النجوم في خمس سنوات



فجأة اصبح منتخب بلجيكا يحوي على أسماء من نجوم الصف الأول في العالم ولم يكن أحداً مهتماً بمتابعة مباريات المنتخب الأحمر والأسود الا أن وجود لاعبين مثل هازارد ولوكاكو ودي بروين(تشيلسي) ومروان فيلايني (مانشستر يونايتد) وستيفين ديفور (بورتو) وفان بويتن (بايرن ميونيخ) وحارس مرمى أتليتيكو مدريد المعار من تشيلسي تيبو كورتوا وغيرهم من الأسماء الثقيلة عالمياً ليصبح جيلاً ذهبياً جديداً لبلجيكا وضعت تساؤلاً ..هل تم هذا عن طريق الصدفة ام هو محصلة خطة معينة؟

 

أندية ومنتخبات اوروبا ليست ممن يعمل بطريقة "علبركة" بل عبر خطة تطبق ويتم مراجعتها وتحسينها عبر الوقت وتم نشر تقرير مفصل عن خارطة الطريق التي اتبعتها بلجيكا عبر المدير الفني ميشيل سابلون الذي وجد في عام 2002 منتخب بلاده والأندية البلجيكية ضعيفة ليبدأ بوضع خطة لتحسين كرة القدم عامة ليضع بلجيكا على خريطة الكرة الأوروبية مثل فرنسا وأسبانيا وهولندا وغيرهم.

 

الخطوة الأولى: تعلم من الناجح

 

 

 بدلاً من محاولة انتاج شيء من العدم بدأ سابلون بالتعلم من الدول التي نجحت في بناء قاعدة كروية قوية فبدأ بزيارتين سنويتين الى فرنسا ومثلهما الى هولندا والمانيا وأسبانيا ليلقي النظر على قطاع الناشئين وخطط كرة القدم كما شرح سابلون للمسؤولين الفنيين عن كرة القدم في هذه الدول عن استراتيجية الكرة في بلجيكا ليحاول ان يضع يده على الأخطاء ومن ثم اصلاحها.

 

وفي هذا الوقت كانت منتخبات الشباب تحت 19 و17 لبلجيكا تقييمها الـ23 الى الـ28 على العالم وكان الهدف أن تصبح من الدول العشرة الأوائل وهو ما تحقق فعلياً الآن.

 

 

 

الخطوة الثانية: وضع الخطة

 

بدأ سابلون بوضع الخطة التي عمل عليها وتم طباعتها عبر "كتيب" صغير تم وضعه من فريق عمل تقني في اتحاد الكرة البلجيكي من أجل ثلاثة مجموعات يتم تقديم الكتيب لهم والعمل به بدء من عام 2005 وهم

1-      الأندية البلجيكية

2-      المنتخبات البلجيكية المختلفة

3-      المديرين الفنيين لمدارس الكرة في بلجيكا

 

الهدف الأول: الغاء الليبرو واللعب بأربعة مدافعين في الخلف

 

 

طلب سابلون وفريقه من كل الأندية ومدارس الكرة أن تلعب جميع الفرق تحت 18 عاماً بأربعة مدافعين معتمدين أما على 4-3-3 أو 4-4-2 مع تغيير اسلوب اللعب المعتمد على ثلاثة مدافعين سواء 3-4-3 او 3-5-2 وهو ما كان أمراً مستجداً على هذه القطاعات.

 

ولم يكن الأمر بالسهل لاقناع جميع الأندية لتغيير اسلوب لعب معتمد وإستمر الأمر لمدة خمسة أعوام وكانت الصعوبة الأولى هي في اقناع أندية بتغيير خطة يفوزون عبرها الى خطة أخرى غير معتادين عليها وكان السؤال المعتاد "المهم أن نفوز لا كيف نلعب"

 

وكان كتيب سابلون وفريقه فيه الإجابة عن هذا التساؤل وهو بأنك "تبني وتطور من قدرات اللاعبين وهو ما سيعود على الأندية كلها بالنجاح"

 

كانت البداية في تطبيق الأربعة مدافعين كارثية (ونتذكر ما حدث مع الأهلي عندما حاول جوزيه تطبيق 4-4-2 في 2001 وتلقى الأهلي خسارته في افتتاح الدوري من السويس) لكن مع الوقت أصبح الجميع يروا تطور اللاعبين هجومياً ودفاعياً مع الأسلوب الجديد بشكل ملحوظ.

 

وكان على سابلون اقناع المدراء الفنيين بأنهم على دراية بما يطلبوا منهم عبر اقناعهم بالتالي حسب قول سابلون "اننا نفهم أهدافنا وعملنا غير مبني على "عشوائية" وساعد على هذا معرفة معظم المدربين بمستوانا الفني والتقني وهو ما ساعد في تنفيذهم للخطة".

 

الهدف الثاني: تغيير عدد اللاعبين في المباريات حسب السنين العمرية

 

 الهدف الثاني كان في تطبيق مباريات مكونة من 5 لاعبين من ضمنهم حارس مرمى للأعمار السنية الصغيرة على ملعب "ميني فوتبول" بعشب صناعي على أن يتم زيادة عدد اللاعبين الى سبعة على ملعب بمساحة أكبر للأعمار السنية الأنضج قبل أن يتم ضمهم للمباريات على ملعب رئيسي بـ11 لاعباً.

 

وكان السبب الرئيسي لهذا تطوير امكانيات اللاعب الفنية حيث يضطر الى رفع نسبة مهارته وسرعة تمريراته في ملعب صغير الحجم كما  انها تضيف السرعة في اتخاذ القرار عند اللاعب في سن صغير وكما شرح سابلون ان هدفه الرئيسي كان تحسين نوعية اللاعبين قبل الفرق.

 

 

الهدف الثالث: تسجيل مباريات الناشئين وتحليلها لتحسين اسلوب اللعب

 

قام سابلون وفريقه بتسجيل 1500 مباراة للناشئين من مختلف الأندية والسنين العمرية وتحليلها وامشاهدتها اكثر من مرة للوصول على الأخطاء وكيفية تحسين اللاعبين وما هي نقاط الضعف وهو ما دفعهم الى العمل مع فريق "ستاندارد لييج" لوضع خطة الفريق وتشكيله واسلوب اللعب وبالطبع لم يكن أمراً سهلاً

 

النجاح

 

 

البداية كانت جيدة الا أن في عام 2007 ظهر اول منتخب تحت 17 في بطولة اوروبا ووصل الى نصف النهائي وفي عام 2008 في الأولمبياد ظهر مروان فيلايني وكومباني لاعب المانشستر في ظهور جيد للمنتخب.

 

وعندما بدأت بلجيكا الصعود في التصنيف العالمي للمنتخبات بدأت الأنظار تتجه الى لاعبيها الصغار وبالفعل بدأت حملة بيع وشراء للناشئين حتى أصبح أغلب المنتخب الأول من الأسماء الكبيرة التي تشارك مع افضل أندية العالم حتى وصل تصنيف منتخب بلجيكا الى رقم 10 في التصنيف الأخير لشهر أغسطس 2013.

 

بالطبع استفادت بلجيكا من عدد كبير من اللاعبين ذو الأصول الأفريقية والعربية مثل مروان فيلايني وزكريا بقالي وناصر شادي وكومباني ولوكاكو الا أن أغلب هؤلاء اللعبين من مواليد بلجيكا لكن من أصول غير اوروبية.

 

وهذه نبذة عن نوعية اللاعبين في منتخب بلجيكا الآن

 

 إيدين هازارد – 22 عاماً – تشيلسي – صفقة انتقاله 32 مليون يورو

 

مروان فيلايني – 25 عاماً – مانشستر يونايتد – صفقة انتقاله بـ27 مليون جنيه استرليني

 

فينسينت كومباني – 27 عاماً – مانشستر سيتي – انتقل من هامبورج بـ6 مليون جنيه استرليني وسعره في بورصة اللاعبين الآن تخطى الـ31 مليون جنيه استرليني

 

روميلو لوكاكو – 20 عام – تشيلسي – انتقال بـ12 مليون يورو وأعير الآن الى ايفرتون

 

تيبوت كورتوا (حارس مرمى) – 21 عاماً – تشيلسي ومعار الى اتلتيكو مدريد – سعره الحالي 12 مليون يورو

 

كيفين دي بروين – 22 عاماً – تشيلسي – انتقل بـ7 مليون يورو وسعره الحالي 15 مليون يورو

 

كان هذا التقرير المنشور في جريدة الدايلي ميل عينة في كيف يمكن لخطة مدروسة يبذل جهداً في تنفيذها مع مساعدة من القطاع الرياضي في اتحاد الكرة والمنتخبات المختلفة بمساعدة الأندية في رفع امكانيات اللاعبين في بلد تملك الطاقات لتصل الى رقم 10 في العالم وهو مثال يمكن أن نحتذي به في مصر اذا ما تم تشكيل فريق عمل حقيقي يملك العقلية المنفتحة والفنية لبناء جيل جديد من اللاعبين قادر أن يصل الى العالمية ويرفع من سعر اللاعب المصري في السوق.

استطلاع الراى


توقعك لجنسية مدرب الأهلي الجديد؟
كأس العالم للأندية - 2025

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا