نسر "وطنية" الألتراس



قبل دقائق من لقاء الأهلي وسوبر سبورت الجنوب الأفريقي وقف لاعبو الفريقين وأجهزتهم الفنية وكل من في مصر ليشاهد اروع دخلة قام بها أي جمهور لفريقه، فألتراس أهلاوي قدموا مشهد للتاريخ بتغطية مدرج "تالتة شمال" بنسر النادي الأهلي رافعين عبارة: حلق عالي بحرية .. يا نسر نادي الوطنية.

وبعدها بما يقرب من ثلاثة شهور وقبل دقائق أيضاً من لقاء جديد للأهلي أمام بتروجيت وقف لاعبو الفريقين وكل من في الملعب احتراماً للنشيد الوطني المصري، ولكن شباب الألتراس خالفوا كل من في الملعب ووقفوا يهتفون: عمري ما أحب غير الأهلي!

إذن .. لنأخذ نفس عميق ثم نفكر، ما هو المغزى من عزف النشيد الوطني في مباريات الدوري؟ هذا الموقف قام به اتحاد الكرة ظناً أنه سينبذ التعصب في ملاعبنا، وهو تفكير كوميدي لأن تعصب الجماهير لا علاقة له بسماع النشيد الوطني، بل هو مرتبط تماماً بفشل اتحاد الكرة في فرض عقوبات على من أثاروا الجمهور مثل ابراهيم حسن وشيكابالا فظنوا أنهم سيضحكون علينا بعزف النشيد الوطني ليهدأ الثائرون في المدرجات .. كلام فاضي!

ولكن مع كامل اتفاقنا على عدم جدوى عزف النشيد الوطني المصري لنبذ التعصب، فإن ذلك لا يعني ألا تقف الجماهير احتراماً للنشيد الذي يعتبر رمز للبلاد واحترامه من احترامنا لبلادنا، فمهما بلغ حبنا للنادي الأهلي تبقى لبلادنا ونشيدها الوطني قيمتها واحترامها التي تسير في خط موازي لحبنا للنادي الأهلي، وهذان الخطان لا يتقاطعان أبداً.

فعندما نتباهى دائماً بكون النادي الأهلي هو نادي الوطنية لا يكون ذلك من باب الكيد في المنافس، لأن من يفخر بأنه من أبناء أو أحفاد سعد زغلول لا يجب أن ينسى للحظة أن كلمة "نادي الوطنية" تضع علينا الكثير من المحظورات التي يجب أن نعتبرها خط أحمر لا يجب تجاوزه احتراماً للمباديء التي نرسيها لأنفسنا.

وأذكر أنني شاهدت فيديو لجماهير برشلونة وهي تستهجن النشيد الوطني الأسباني في لقاء الفريق أمام ريال مدريد بشكل فيه غضب وحنق غير طبيعي، فسألت عن الأمر فقالوا: كتالونيا ليست أسبانيا، إذن هم يضعون في اعتباراتهم الأسباب السياسية التي تفصل بينهم وبين أسبانيا فلم يحترموا النشيد الوطني الأسباني.

ومع كامل الاختلاف بين موقف جماهير برشلونة والأهلي، فالأولى استهجنت النشيد الأسباني بينما الثانية لم تستهجن النشيد المصري ولكنها لم تقف احتراماً له، ولكن الهدف من المقارنة هو أن نعلم أن هناك رابط دائم بين ميول المواقف السياسية للأندية وجماهيرها وبين تعاملها مع النشيد الوطني.

أعلم أن ما سبق قد يُغضب الكثير من جماهير الاهلي وبالتحديد الألتراس رغم ارتباطي بصداقات كثيرة مع العديد من أعضاء المجموعة، ولكن بما أن أحداً غير معصوم من الخطأ فأظن أن مجموعة الألتراس قد جانبها التوفيق في هذا الموقف وإن كنت أظن أن الفرصة سانحة أمامهم لتعديل الموقف في لقاء انبي القادم، ولا أظنني قادر على التفكير في طريقة التعديل لأن ابتكارات مجموعات ألتراس الأهلي أصعب من أن يتخيلها أحد.

وبصراحة شديدة فكرت كثيراً قبل أن أكتب هذه الكلمات، فهل ستتقبل الجماهير فكرة أن يختلف معها شخص أهلاوي؟ ولكن بعد التفكير قررت أن أكتب ما سبق لأن حبنا للنادي الأهلي وجمهوره هو ما يمنحنا الحق في انتقادهما لأن النقد لن يكون له هدف سوى الرغبة في مشاهدة كل ما ينتمي للقلعة الحمراء في أبهى صورة.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا