الخروج من المأزق (8) - شهاب في الاتحاد.. هكذا يكون الرد على الهلال السوداني



في كل مشوار بطولة يمر به النادي الأهلي، لابد وأن تقف أمام مباراة لا يمكن أن تُنسى. في بعض الأحيان إذا أراد الشياطين الحمر تحقيق الكثير عليهم أن يمروا أولاً من تلك البوابة.

لقاء بعينه إذا كتب لنا واستطاع الأهلي تحقيق اللقب، سيحمل الكأس ختم هذه المباراة على وجه الخصوص، ستمر بنا الأيام ورحلة الزمن لن تمحي هذه الذكري، فعندما نتذكر النجاح الصعب، او الإخفاق في اللحظة الأخيرة، بالتأكيد سيكون العنوان هي تلك المباراة.

الملعب: ستاد القاهرة

حفر النادي الأهلي تاريخ 9 مايو 2010 في ذاكرة جماهيره، بعدما حجز مقعده في دور المجموعات من دوري أبطال إفريقيا، بسيناريو تاريخي أمام الاتحاد الليبي.

هزيمة غير معتادة تلقاها الأهلي أمام ضيفه الاتحاد الليبي في العاصمة طرابلس بهدفين دون رد، حيث تمكن الأخير من تسجيل الفرصتين اللتين لاحتا له، فيما أهدر لاعبو المارد الأحمر العديد من الفرص.

الليلة التي عاشها الأهلي في ليبيا آنذاك، لم تتوقف عند الهزيمة فحسب، بل تم الاعتداء على لاعبي المارد الأحمر، من جماهير فريق الاتحاد، إذ شهدت المباراة إلقاء المشجعين البكرات الورقية المربوطة بآلة حادة، التي ‏ملأت مضمار الملعب، إلى جانب أجهزة الليزر ‏الصغيرة، التي استخدمها الجمهور للتشويش على لاعبي الأهلي.

وفوجئ الجميع أثناء خروجهم من أرضية الملعب ‏بزميلهم وائل جمعة يسقط أرضًا متأثراً بالكرة الحديدية التي ألقاها مشجعو ‏الاتحاد عليه، وتم تخييط رأسه بأربع غرز، كما تعرض ‏محمد بركات للإصابة بكرة حديدية اصطدمت بعضلته الخلفية.

وقال هادي خشبة، مدير الكرة بالنادي الأهلي حينها إن لاعبي الفريق تلقوا وابلًا من الزجاجات الفارغة والمقذوفات والشماريخ من الجماهير الليبية أثناء مغادرة الملعب، كما تم رشق حافلة الفريق بالحجارة.

وتشبه تلك الليلة في أحداثها ما جرى للأهلي في فبراير الماضي أمام الهلال السوداني، عندما تلقى الفريق هزيمة بهدف نظيف في أم درمان، كما تعرض لاعبوه للاعتداء من عناصر الفريق السوداني سواء بالفعل أو القول، أثناء وعقب نهاية المباراة، رغم غياب الجماهير.

وعلى الرغم ما عاشه الأهلي في ليبيا، إلا أن اللاعبين والجماهير وجميع عناصر النادي كانت تعلم أن الرد يكون في الملعب فقط، وأن أفضل شيء يعيد للفريق كبرياءه هو إذاقة الاتحاد الليبي أحد سيناريوهات المارد الأحمر القاسية.

امتلأ ستاد القاهرة بالجماهير، ولا موضع لقدم في المدرجات منذ الصباح الباكر، لتنطلق المباراة في الثامنة مساءً، ويهدر لاعبو الأهلي فرص بالجملة في الـ 45 دقيقة الأولى، إذ تصدى القائم لتسديدة عماد متعب، وسدد أحمد حسن كرة رأسية أعلى العارضة أمام المرمى الخالي، فيما تكفل لاعبو الفريق الليبي بإبعاد بقية الفرص.

الربع ساعة من الشوط الثاني، استمر فيها الوضع بالتعادل السلبي بين الفريقين، رغم محاولات الأهلي، ليتبقى أمام المارد الأحمر نصف ساعة فقط، لتعويض الهزيمة بفارق هدفين، وهنا جاء دور الجماهير التي بدأت في الانتفاض والتشجيع بكل قوة.

كرة عرضية من الجهة اليسرى أرسلها سيد معوض، ليقابلها متعب باستلام متقن بيساره، ثم دوران 180 درجة، وتسديدة رائعة بيمينه في شباك الحارس سمير عبود، معلنًا عن الهدف الأول للأهلي، وأحد أجمل أهدافه في مسيرته.

هدف واحد كان كفيل بأن يكشف المارد الأحمر عن وجهه الحقيقي، حيث تواصل الهجوم الشرس على مرمى الفريق الليبي، الذي أصبح لاعبوه داخل أرضية الملعب وجماهيره في ليبيا يتمنون وأن يطلق الحكم صافرة النهاية في الدقيقة 60.

الدقيقة 72، محمد بركات يمر من الجهة اليمنى، ثم يرسل عرضية متقنة أمام منطقة الستة أمتار، يقابلها البديل محمد فضل برأسية قوية داخل الشباك الليبية، معلنًا عن الهدف الثاني، وتعديل الكفة مع فريق الاتحاد.

الجهود تتضافر، سواء من الجماهير في المدرجات أو الجهاز الفني أو اللاعبين داخل الملعب، أو حتى البدلاء، حيث تجلت واحدة من أجمل لقطات "روح الفريق"، عندما انطلق جليبرتو، الذي كان يعاني من قلة المشاركة في المباريات، وقطع عمليات الإحماء، من أجل أن يتحصل على الكرة ويضعها في دائرة الركنية، كي يرسلها محمد بركات.. لقطة كان وراءها سر التأهل.

"يخرب عقلك يا راجل.. ده انت دبحت الدنيا كلها يا راجل.. ده انت جزار يا راجل"، هكذا كان هو تعليق مدحت شلبي على تصويبه من شهاب الدين أحمد في الدقيقة 94، معلنًا عن الهدف الثالث للأهلي، وتأهل المارد الأحمر إلى دور المجموعات، دون اللجوء لركلات الترجيح، ليكتب النهاية السعيدة والمستحقة للقلعة الحمراء وجماهيرها.

مدحت شلبي أنهى كلمته في ليلة الرد على الاتحاد الليبي، وسط بكاء حسام البدري، المدير الفني قائلًا: "أداء رجولي.. أداء وكفاح مفيش بعد كده.. رجال النادي الأهلي أثبتوا النهاردة أنهم من معدن نفيس".

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا