لا بأس بأن تدخل أحد التحديات الهامة في مسيرتك وانت مفعم بالأمل، والثقة، والتفاؤل.. لكن احذر! فهناك بين ذلك والغرور مجرد خيط رفيع، قد يدفعك نحو الهاوية إن لم تستقيظ من غفوتك.
الأهلي يستعد لخوض نهائي جديد سيكون أمام كايزر تشيفز على لقب دوري الأبطال يوم 17 يونيو المقبل، في مباراة ستكون مختلفة، نظرًا لخوض الفريق الجنوب إفريقي أول نهائي له في التاريخ على مستوى تلك البطولة.
نادي القرن الإفريقي والأكثر تتويجًا بالألقاب القارية على مستوى القارة وصاحب الرقم القياسي في الفوز بدوري الأبطال وحامل لقب النسخة الأخيرة أمام الغريم التقليدي الزمالك، والذي يديره فنيًا واحد من أصحاب الخبرات في إفريقيا.. كلها أمور تدفع نحو الثقة والتفاؤل في حصول الأهلي على لقب العاشرة.. ولكن !
ثمة احتفالات مبكرة بدأت في الوسط الرياضي المصري بحصول الأهلي على اللقب الإفريقي للمرة الثانية على التوالي. الأمر وصل لمحللين يظهرون على التلفاز يوميًا يؤكدون أن المارد الأحمر أمام أسهل "نهائي" له في التاريخ.. في حقيقة الأمر لا نعلم هل هي احتفالات بالفعل، أم رغبة في تمزيق الخيط الرفيع حتى نسقط في الهاوية !!
رسالة القدر
لا داعي لذكر دروس سابقة لن نستطيع أن نحصيها عددًا في كيفية سقوط عمالقة في عالم كرة القدم في فخ المفاجآت.. دروس شرب الأهلي نفسه (في دوري الأبطال ذاته) من مرارة كأسها. ولكن القدر أراد أن يُلخّص كل تلك الدروس مُجددًا للمارد الأحمر قبل نهائي كايزر في هزيمة فرنسا في اليورو.
المُرشح الأول للتتويج بكأس الأمم الأوروبية –بعد فوزه بالمونديال قبل 3 أعوام- ودّع اليورو من دور ثمن النهائي، على يد سويسرا التي تأهلت بين أفضل 4 فرق حصلوا على المركز الثالث في دور المجموعات. وإن كانت أسوأ هؤلاء الرباعي.
صفعة على وجه ديسايي
يبدو أنه رغم تتويج مارسيل ديسايي، نجم المنتخب الفرنسي السابق بكأس العالم 1998 ويورو 2000 ودوري أبطال أوروبا مرتين مع ميلان ومارسيليا، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا كي يفهم دروس كرة القدم. أو بمعنى أدق كان كافيًا لأن يُمزق الخيط الرفيع بين الثقة والغرور بكل أريحية.
خرج ديسايي في تصريحات صحفية قبل يومين من مباراة فرنسا وسويسرا، ليؤكد حسم الديوك تأهلهم للدور التالي قبل بداية اللقاء من الأساس، مُشيرًا إلى قدرة منتخب بلاده على تكرار إنجاز الفوز بالمونديال واليورو على التوالي.
"أقنعتني فرنسا. لقد احتلوا الصدارة في مجموعة الموت. مع 4-3-3 يلعبون بشكل أفضل مما كانوا عليه في كأس العالم. لاعبو خط الوسط لدينا هم الأفضل في المواجهات، ومع مساعدة مذهلة من بنزيما وجريزمان. لا يخافون من أي شخص" – مارسيل ديسايي قبل لقاء سويسرا-.
"بمجرد أن نسجل الهدف، وهذا ما حدث ضد ألمانيا، يلعب الخصم بشكل هجومي، مما يفتح المجال للسرعة الشهيرة لكيليان مبابي وكريم بنزيما. نحن جيدون في جميع الحالات والظروف" –ديسايي قبل لقاء سويسرا-.
"لدينا كل العناصر. عندما يكون من الضروري أن نهاجم بشكل أكبر، سيكون أوليفييه جيرو في المقدمة.. نحن نتحدث عن أبطال العالم! نحن أقوياء للغاية، منتخبنا مذهل، فريق 1998 كان لديه مجموعة قوية جدًا من اللاعبين، ولكن الآن جميع الأفراد في أفضل حالاتهم. هناك كل شيء في هذا الفريق" –ديسايي-.
"عندما اكتشفت أن الخصم التالي هو سويسرا ونحن نحترمه كثيرًا، أضع نفسي بشكل غريزي في منصب المتأهل لربع النهائي، وأنظر إلى الفرق التي سنواجهها بعد ذلك. من الممكن أن نواجه إسبانيا. ولكن لدينا شعور بأن تقدم المنتخب الفرنسي سيستمر حتى النهاية" – ديسايي متحديًا دروس كرة القدم-.
نحيب مبابي
الغريب في كرة القدم أنها تعطي دروسها دائمًا من خلال "نحيب النجوم"، حيث من تعقد عليه الجماهير في العبور للمرحلة التالية يكون هو السبب في السقوط المدوي. فمن ينسى بكاء ميسي بعد إهدار ركلة ترجيح أمام تشيلي في نهائي كوبا أمريكا ! ومن سينسى ما فعله مبابي أمام سويسرا ؟!
عاش الموهبة الأكثر شهرة في العالم حاليًا واحدة من أسوأ لياليه بعد لقاء سويسرا، فبعدما تفنن في إهدار الفرص على مدار 120 دقيقة، وجه الضربة القاضية لعشاق الديوك على مستوى العالم بإهدار ركلة الترجيح الأخيرة أمام سويسرا.
فليعلم التتش بما حدث
كل ما نرجوه من تلك الكلمات، هو التأكيد على ما هو المؤكد عليه .. كرة القدم لا تُحسم سوى داخل المستطيل الأخضر.. لا تاريخ يحكمها، أو منطق تعمل بناءً على أساسه، ستمنح فقط الفرحة لمن تريده هي، والتعاسة والندم لمن يتعالى عليها.
لقب العاشرة لن يتم الاحتفال به سوى بعد إطلاق صافرة النهاية في مباراة النهائي أمام كايزر تشيفز معلنةً فوز الأهلي باللقاء.. ما دون ذلك، فالأهلي لا يملك سوى 9 ألقاب في دوري الأبطال منذ 27 نوفمبر 2020 وحتى 17 يوليو 2021.
صدمة ديسايي بعد خروج فرنسا