لا يوجد أتعس من خيبات الأمل، خاصةً تلك التي تأتي في "مقتل".. تأتي حيثما كنت تعتقد أنه مكان الاحتفال، ومع تكرار تلك الخيبات تكتشف أن العيب كان في المكان نفسه.. لقد سكنت المكان الخاطئ.. سكنت "التالتة يمين".
تتوجه للملعب وتهتف لأكثر من ساعتين لفريقك من أجل أن يرسم ملامح الفرحة على وجهك في نهاية اليوم، لكن لسوء حظك انت في "المكان المشؤوم".. مكان اعتاد على الطعنات التي تجرح سكانه.
ويستعرض El-Ahly.comفي السطور القادمة إحدى تلك الطعنات التي سكنت شباك "التالتة يمين" لتنحر "حلم زملكاوي" من أقرب نقطة لمشجعيه.
16 مارس 2021، ستاد القاهرة
يستضيف الزمالك على ملعب ستاد القاهرة فريق الترجي التونسي في الجولة الرابعة من دور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا، حيث يبحث الأبيض في تلك المباراة عن أول انتصار له في البطولة بعدما تعادل أمام مولودية الجزائر وتونجيث السنغالي وتكبد هزيمة ثقيلة في ملعب رادس.
دخل الزمالك هذه المباراة بأكثر من هدف يريد تحقيقه.. الأول كان الحفاظ على آمال التأهل للدور التالي من دوري الأبطال، والثاني الانتقام من أبناء باب سويقة بعد ثلاثية رادس، والثالث تحقيق بداية جيدة مع المدرب الفرنسي الجديد (القديم) باتريس كارتيرون.
انعدام المبادئ.. وشجاعة الهارب
تفاجأ الجميع بخطوة من الزمالك قبل أيام قليلة من المباراة بإقالة المدرب البرتغالي جيمي باتشيكو وتعيين الهارب باتريس كارتيرون، الذي لم يمضِ على وقت هروبه سوى 5 أشهر فقط عن النادي.
لجأ الزمالك لكارتيرون معتمدًا على النتائج الخاطفة التي حققها أمام الترجي والأهلي في الموسم الماضي، ظنًا من الأبيض في إمكانية تكرار تلك الانتصارات وتعديل مسار الفريق حتى وإن كانت على حساب المبادئ.. إلا أن الصدمة كانت أكبر من تلك الطموحات.. حيث خسر الأبيض النتائج والمبادئ في ليلة واحدة.
شجاعة غير عادية تحلى بها كارتيرون.. أصر على إقالة باتشيكو قبل المباراة من أجل يخوض هو مواجهة الترجي.. إلا أنه لجأ لتصرفات لا تفعلها الديكة عند الهزيمة، وألقى باللوم على سابقه باتشيكو بعد المباراة متحججًا بأن الفريق كان في حالة بدنية ونفسية سيئة.
صاعقة الهوني
الزمالك يحاول وسط تهليلات جماهيره في المباراة بحثًا عن الهدف الأول ومن ثم تأمينه والخروج بالثلاث نقاط.. إلا أن جميع المحاولات تتحطم على صخرة دفاع الترجي وحارسه فاروق بن مصطفى.
تمر الدقائق والجمهور يزداد في سخطه وسبه للاعبين.. وتبدأ الاشتباكات بين مشجعي الزمالك أنفسهم في المدرجات، فيما كان كارتيرون ولاعبيه بلا حول أو قوة.
الدقيقة 72، يشق حمدي النقاز، لاعب الترجي طريقه في الجهة اليمنى من الملعب بهجمة مرتدة لأبناء المدرب معين الشعباني قبل أن يمررها إلى حمدو الهوني الذي سدد كرة ضعيفة من بعد 30 ياردة، إلا أنها سكنت شباك جنش بغرابة، في نبأ نزل على جمهور الأبيض كالصاعقة.
جنش بتاع الشناوي
انتهت المباراة بهزيمة الزمالك، لتنهال جماهير في توجيه السباب للاعبيها أثناء الخروج من الملعب، ليُفاجئ أحد المشجعين بتوجيه نداء لحارس الزمالك قال فيه :"يا جنش يا بتاع الشناوي".
ويأتي هجوم جماهير الزمالك على جنش في المقام الأول لإشادته بمحمد الشناوي، حارس الأهلي، وليس لسوء مستواه، حيث اعترف حارس الأبيض بأن الشناوي هو الحارس الأفضل في مصر حاليًا، مما أثار استياء جماهيره فريقه الذين يعتبرون أن أبو جبل هو الأفضل.
ولكي يكتمل المشهد الهزلي فيما بعد، فاز الزمالك في مباراتيه التاليتين على مولودية الجزائر وتونجيث، إلا أنه بعد كل هذا "العشم"، فشل في التأهل أيضًا لربع نهائي البطولة للقارية، ليتأكد خسارته للقب للعام الـ 19 على التوالي.