وهكذا يرفض الزمالك اهدار أي فرصة ليظهر مدي التناقض في المواقف والقرارات التي يتخذها في ظل الازمة الحالية.
ويعيش العالم في ازمة وباء كورونا الذي تفشي ضارباً لكل الاستقرار الذي تمتع به عالم كرة القدم الخاص لتتوقف كل المسابقات لشهور طويلة قبل ان تظهر بوادر الهدوء في الفترة الأخيرة مما دفع الدول لاتخاذ قرارات بعودة المسابقات.
وبالطبع ولان موقف الزمالك بالدوري صعب ويبتعد عن الصدارة بفارق لا يمكنه العودة منه لدرجة انسحابه من مباراة القمة بالدور الأول نظراً لانعدام فرصه في العودة والمنافسة على اللقب رفض الزمالك عودة الدوري بكل قوة.
ورغم انحسار الاعداد الرسمية التي أعلنت عنها وزارة الصحة الا ان موقف الزمالك ظل كما هو حتى بعد عودة البطولة واستمرار الرفض والتأكيد على ذلك وسط محاولات كالمعتاد كإعلانهم صعوبة جمع اللاعبين للخضوع للمسحة الخاصة بفيروس كورونا.
وفي نفس الوقت يرفض الزمالك مساء الثلاثاء تأجيل مباريات دوري ابطال افريقيا التي يشارك في دور نصف النهائي بها ويواجه الرجاء الذي سيكون عليه السفر للمغرب والمشاركة في لقاء الذهاب في الشهر الحالي الذي كان أعلن عنه الكاف في السابق انه سيكون موعداً لمباريات الجولة الاولي من نصف النهائي.
وفجأة نسي الزمالك الفيروس والوباء وصحة اللاعبين التي استمر الحديث عنها طوال الفترة قبل عودة الدوري ونسي مطالبات لاعبيه بعدم خوض أي مباريات للخوف على حياتهم قبل الوصول للمصل المضاد لفيروس كورونا المستجد ورحب بالسفر للمغرب رغم التحذيرات والأزمات التي تحدث بسبب تفشي الفيروس بأعداد قياسية.
وأعلنت وزارة الصحة في المغرب يوم الاثنين الموافق 7 من شهر سبتمبر عن 2234 حالة جديدة بالفيروس و32 حالة وفاة كما أعلنت يوم الثلاثاء عن وصول عدد الحالات لـ 1941 حالة مع 31 حالة وفاة تسجيلاً لأرقام قياسية في الإصابات للأسف.
ومع مهرجان التأجيلات للمباريات في البطولة المغربية بسبب الإصابات التي تضرب صفوف لاعبي الأندية واصابة عدد من لاعبي فريق الوداد وكذلك الرجاء منافسا الأهلي والزمالك بالبطولة الا ان الزمالك شدد علي رفضه تأجيل البطولة.
وبالطبع مع تشديد السلطات المغربية للإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار الفيروس بأغلاق بعض الاحياء والشواطئ كما تم اغلاق بعض المدن والتنقل منها واليها، الا ان الزمالك رفض في الاجتماع الذي عقدته الأندية المشاركة في البطولات الافريقية دوري الابطال وكأس الكونفدرالية لينسي كل المخاوف حول إصابات اللاعبين بالفيروس وكل ما كان يردده مسئوليه في الفترة التي سبقت عودة بطولة الدوري العام.
وكالعادة لا يترك الزمالك ومسئوليه مناسبة حتى يظهر التناقض في التصرفات والقرارات وان ما كان يسوقه الاعلام الأبيض حول عودة الدوري لم يكن الا حجج فارغة نظراً لانعدام فرصتهم في المنافسة على اللقب، وتبخرت كل تلك الأسباب في المعترك الافريقي.
جدير بالذكر ان الملك محمد السادس العاهل المغربي أعرب في نهاية شهر أغسطس الماضي عن اسفه الشديد لتزايد عدد الإصابات بشكل قياسي وقلقه من الأرقام المتزايدة للحالات المصابة محذراً من الاضطرار للعودة لحجر صحي على الرغم من الانعكاسات القاسية التي سيترتب عليها مثل ذلك القرار على اقتصاد البلاد وفقاً لما نقلته التقارير الفرانس برس.
ولكن لا يهم، وكل تلك الأسباب لا تمنع الأبيض من نسيان الخطر ورفضه التأجيل، ونسيان ما فعلوا وقت اتخذا القرار بعودة الدوري، ولكن هذا هو الزمالك، ولا جديد يذكر ولا قديم يعاد..