يمتلك النادي الأهلي سواء داخل الملعب أو خارجه العديد من المواقف التاريخية التي ظلت وستظل في أذهان الجميع حتى إذا مر عليها فترة طويلة من الزمن، فهي خالدة في التاريخ ومحفورة في العقول إلى الأبد.

ويقدمEl-Ahly.comفيحلقاته المعتادة بشهر رمضان الكريم سلسلته التي ستتناول بعض من تلك المواقف التاريخية تحت عنوان "أنا الأهلي".

أنا الأهلي.. سلسلة ترصد لماذا هو الأعظم، كيف يمكن أن يهب شخص ما حياته لمكان؟ كيف تنسى غرورك وهيبتك من أجل كيان، كيف تختار طريقاً وشخصية لتضع نفسك في مكانة لم يصلها غيرك في القارة كلها، أنا ابن القلعة الحمراء، أنا لا أمثل نفسي، مواقفي وتصرفاتي وقراراتي تمثل النادي الأهلي، أنا الأهلي!

حفرت مواجهتي الأهلي والإفريقي التونسي عام 2015 ذكرياتها وتفاصيلها في أذهان وقلوب جميع الأهلاوية بحروف من ذهب، فالأهلي واصل حينها عادته وقطع بطاقة العبور للدور الثاني من البطولة الكونفدرالية من قلب ملعب رادس.

الأهلي فاز في لقاء الذهاب الذي أُقيم في يوم 17 مايو 2015 على ملعب السويس بهدفين لهدف، قبل أن يخسر بالنتيجة ذاتها في ملعب رادس ليلجأ الطرفان للركلات الترجيحية التي وصلت لـ 7 ركلات على مدار 9 دقائق كاملة قطعت أنفاس الأهلاوية، إلا أنها كانت بوابة العبور للدور التالي.

تلك الملحمة التي سطرت نفسها في تاريخ إنجازات الأهلي الإفريقية لم تكن وليدة اللحظات الأخيرة أو التسع دقائق التي عاشها الأهلاوية على أعصابهم أثناء الركلات الترجيحية، فالبداية كانت من مباراة ملعب السويس وتحديدًا في شوطها الأول.

الأهلي تأخر بهدف على ملعبه ووسط جماهيره في الدقيقة 35 من عمر مباراة الذهاب بهدف أحرزه عماد المنياوي، ليرد مدحت شلبي، معلق المباراة الوحيد عليه قائلًا :"خلاص خلصت"، إلا أن كان هناك شيئًا واحدًا لم يظهر في المشهد بعد، وهو "روح الفانلة الحمراء" التي ضربت بمقولة مدحت شلبي عرض الحائط.

قرار قتالي ورجولي من أحمد عبد الظاهر أعاد الأمور لنصابها قبل نهاية الشوط الأول، الأهلي يدرك التعادل في الثانية الأخيرة من الشوط، ولكن بطريقة لن تشاهدها كثيرًا.

الأهلي الذي واصل ضغطه وهجومه على الضيوف من أجل إدراك التعادل، نجح في التوغل داخل منطقة الجزاء قبل أن يصطدم أحمد عبد الظاهر بدفاع الإفريقي ويسقط أرضًا متألمًا بانزعاجات في الصدر.

الأهلي استكمل هجمته حيث راوغ محمود حسن تريزيجيه الظهير الأيسر للإفريقي وتوغل لمنطقة الجزاء، ليقرر هنا أحمد عبد الظاهر النهوض رغم كل الآلآم التي يشعر بها، وكأنه يقول في نفسه :"جماهير الأهلي تنتظرني .. لن أخذلهم ، حتى وإن صرخت من شدة الألم".

العرضية الأرضية التي أرسلها محمود تريزيجيه داخل منطقة الجزاء توجهت لأقدام أحمد عبد الظاهر الخالي من الرقابة وكأنها تكافئه على فدائيته وقتاله من أجل إسعاد الجماهير، ليصوبها مباشرةً في المرمى مُعلنًا عن هدف التعادل.

لم يتوجه عبد الظاهر إلى الكاميرات من أجل الاحتفال أو يتوجه للجماهير من أجل أن يُشهدهم على ما قام به، بلى، اكتفى بالسقوط الأرض مُطالبًا الجهاز الطبي بإسعافه، لتقوم الجماهير في المدرجات وأمام الشاشات بالتصفيق للجندي الذي جاء عند قدر ثقتهم به.

الجهاز الطبي طالب الجهاز الفني باستبدال أحمد عبد الظاهر فورًا، وهو ما تم تنفيذه بين شوطي اللقاء حيث أثبتت الفحوصات الطبية التي أجراها اللاعب عقب نهاية اللقاء إصابته بكدمة في الصدر، احتاج على إثرها عملية جراحية لشفط الهواء من الرئة، مع منعه من ركوب الطائرات لمدة شهرين.

هدف عبد الظاهر كان بوابة لتحقيق الفوز في المباراة بعدما وضع عماد متعب الهدف الثاني للأهلي، قبل أن يضع الأخير أيضًا الهدف الوحيد في لقاء الإياب الذي شهد هدفًا للإفريقي في الثواني الأخيرة توجهت المباراة بسببه إلى ركلات الترجيح بعدما لعب الأهلي بعشرة لاعبين، إلا إن "روح الفانلة الحمراء" حينها كانت كفيلة بكتابة رواية جديدة في "أنا الأهلي".

طالع أيضا

أنا الأهلي (9) حينما أثبت متعب بمبادئ الأحمر أن القيادة لا تحتاج إلى شارة

أنا الأهلي (8) تريكة الذهبي يقرر القتال من أجل القميص.. والجماهير ترد: فلتذهب البطولات للجحيم

أنا الأهلي (7) علاء ميهوب الذي رحل مرتين فبكى وازداد عشقه للكيان

أنا الأهلي (6) ابن أنجولا المركون على الدكة يتحول الى صبي جمع الكرات من أجل الفريق

أنا الأهلي (5) كيف تصل الى المحطة قبل انطلاق القطار بلحظة؟ أنظر للأهلي +90

أنا الأهلي (4) مقدرش أوعد الأهلي بحاجة وأخلفها لأنه عمره ما وعدني وخلف.. الأسطورة عبد الوهاب

أنا الأهلي (3) أنا الكبير.. 3 نجوم اختاروا الأهلي ثم تراجعوا فتركهم الأهلي بدون تفكير

أنا الأهلي (2) قالوا لثابت حالتك متأخرة جداً فاختار قضاء ساعاته الأخيرة على الدكة

أنا الأهلي (1) الأعظم في افريقيا؟ أسعد لحظة لصالح سليم في حياته.. نادي القرن