في كل مشوار بطولة يمر به النادي الأهلي، لابد وأن تقف أمام مباراة لا يمكن أن تُنسي. في بعض الأحيان إذا أراد الشياطين الحمر تحقيق الكثير عليهم أن يمروا أولاً من تلك البوابة.
لقاء بعينه إذا كتب لنا واستطاع الأهلي تحقيق اللقب، سيحمل الكأس ختم هذه المباراة على وجه الخصوص، ستمر بنا الأيام ورحلة الزمن لن تمحي هذه الذكري، فعندما نتذكر النجاح الصعب، او الإخفاق في اللحظة الأخيرة، بالتأكيد سيكون العنوان هي تلك المباراة.
الملعب: برج العرب في الإسكندرية
في 20 إبريل عام 2016، كان الأهلي على موعد مع مباراة مصيرية، لتحديد مشواره في دوري أبطال إفريقيا. مباراة من الخارج تبدو سهلة وفي المتناول، أمام يانج أفريكانز التنزاني، في إياب الدور التمهيدي الثاني، والذي سيحسم من خلاله أحد الفريقين بطاقة التأهل إلى دور المجموعات.
قبل ذلك الموعد بـ 11 يومًا فقط، كان الأهلي قد فرض نتيجة التعادل بهدف لمثله على يانج أفريكانز في تنزانيا، بعدما تقدم عمرو جمال في النتيجة بالدقيقة 11، قبل أن يعدل أصحاب الأرض النتيجة بعدها بـ 9 دقائق فقط، بهدف سجله أحمد حجازي في مرماه.
شوط أول من مباراة الإياب وسط حضور 20 ألف متفرج مر بهدوء، رغم محاولات الأهلي على مرمى يانج أفريكانز، إلا أن التعادل السلبي كانت نتيجة جيدة، لأنها كافية لتأهل المارد الأحمر إلى الدور التالي.
الأهلي بقيادة الهولندي مارتن يول دخل الشوط الثاني وعينه على تسجيل الأهداف، من أجل حسم التأهل، مع ازدياد حماس الجماهير في المدرجات، وكانت الفرصة الأولى عن طريق مؤمن زكريا، بعد مرور 4 دقائق فقط، إلا أن الدفاع حوّلها إلى ركلة ركنية.
تلك الركنية، استغلها الأهلي لتسجيل أول أهدافه في المباراة، حيث أرسل أحمد فتحي كرة عرضية، قابلها حسام غالي برأسية رائعة في الشباك، معلنًا عن اشتعال الأجواء، ووضع قدم للأهلي في دور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا.
القدم التي وضعها الأهلي في دور المجموعات سرعان ما تراجعت للوراء، بهدف التعادل ليانج أفريكانز من فرصته الوحيدة في المباراة، حيث سدد اللاعب دونالد نجوما رأسية بالونية من أعلى شريف إكرامي، بعد عرضية من الجهة اليمنى.
هنا عاد كل شيء إلى نقطة البداية، بل ما هو أقل قليلًا من ذلك، حيث ضمن فريق يانج أفريكانز الوصول إلى ركلات الترجيح بتلك النتيجة، وقد يضمن التأهل مباشرةً، حال تسجيله لهدف آخر، لأن الأهلي حينها كان سيحتاج لهدفين في أقل من ثلث ساعة.
مارتن يول يدفع بكل أوراقه الهجومية تدريجيًا، والأهلي يحاول من كل الجهات، إلا أن كل ذلك يقابله تألق غير عادي من حارس يانج أفريكانز وخط دفاعه، مما جعل التوتر يزداد لدى جماهير الأهلي سواء في المدرجات أو أمام الشاشات.
مع توالي إهدار الفرص أمام مرمى يانج أفريكانز، الذي بدأ يشعر أن المباراة تسير في تجاهه، علمت جماهير الأهلي أن دورها قد حان، فإن فشل 11 لاعبًا ببدلائهم وجهازهم الفني في التأهل لدور المجموعات، فنحن من سنطير بالنسر إلى هناك.
هتاف "من تالتة شمال" الشهير بدأ يهز أرضية ملعب برج العرب، رغم أن الحضور الجماهيري المسموح به لا يُمثل سوى 30% من سعة الملعب، إلا أن المشهد ظهر وكأن 100 مليون أهلاوي حول العالم، بل وأكثر، بدأوا في ترديد الهتاف سويًا، وذلك الصوت يصل بشكل موحد إلى الإسكندرية.
ثواني معدودة بعد ذلك الهتاف، وكان وليد سليمان يرسل كرة عرضية متقنة من الجهة اليسرى، إلى حدود منطقة الجزاء، ليقابلها عبد الله السعيد برأسية قوية في أسفل شباك حارس يانج أفريكانز، معلنًا عن الهدف الثاني للأهلي في الدقيقة 92، والذي صعد بالمارد الأحمر إلى دور المجموعات.
الاحتفال بذلك الهدف هو ما يخلص ذلك التأهل للأهلي، حيث توجه جميع اللاعبون إلى مدرجات الثالثة شمال، حيث انطلق الهتاف، فمن سجل ذلك الهدف لم يكن عبد الله السعيد، ومن صنعه لم يكن وليد سليمان، بل، جمهور الأهلي هو من صعد بالفريق إلى الدور التالي.