يتواصل الغموض حول موقف كأس الأمم الإفريقية المُقرر إقامتها في الكاميرون مطلع العام المقبل، حيث يصر الاتحاد الإفريقي وحكومة ياوندي على جاهزيتهما للانطلاق، رغم العديد من الأزمات التي تحاوط تلك النسخة من البطولة.
ومن بين هذه الأزمات، تلك التي نشرتها شبكة دويتش فيله الألمانية، والتي أشارت إلى احتمالية تأجيل البطولة بسبب حرب أهلية داخل الكاميرون، حيث عنونت: "رأي.. تأجيل كأس الأمم الأفريقية في الكاميرون بسبب أزمة الناطقين بالإنجليزية".
وذكرت الشبكة: "تستضيف الكاميرون بطولة كأس الأمم الأفريقية في يناير 2022. يجب تأجيل المباريات بسبب الصراع، كما كتبت الناشطة في مجال حقوق الإنسان والصحفية ريبيكا تينسلي".
وأضاف التقرير: "اندلعت حرب أهلية شرسة في المناطق الناطقة باللغة الإنجليزية في الكاميرون، والتي يشكل سكانها 20٪ من الدولة الواقعة في وسط إفريقيا منذ سبتمبر 2017.. ووقعت اشتباكات بين قوات الحكومة الكاميرونية وجماعات انفصالية مسلحة".
وتابع: "يُسأل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم الآن عما إذا كان تصاعد العنف في المناطق الناطقة بالإنجليزية في البلاد يشكل تهديدًا كبيرًا على المتفرجين وسلامة الفريق".
وأوضحت دويتش فيله أن تقرير صادر عن منظمة هيومن رايتش ووتش قد خلص إلى أن أطراف النزاع ارتكبوا انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان في عام 2020، بما في ذلك الإعدام خارج نطاق القضاء أو بإجراءات موجزة والقتل الجماعي في المناطق الناطقة باللغة الإنجليزية في الكاميرون.
وأكملت: "هناك الآن دعوات متزايدة لتأجيل منافسات كأس الأمم الأفريقية حتى تطالب الأطراف المتحاربة بوقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات السلام".
وأشار التقرير إلى أنه من المقرر أن يلعب 24 منتخبًا مباريات كأس الأمم في ستة ملاعب في جميع أنحاء الكاميرون، ومن بينها ملعب ليمبي في المنطقة الناطقة بالإنجليزية، وقد يكون عرضة للهجمات. كما يقع ملعب بافوسام بالقرب من تلك الحدود، مُضيفًا:"هناك خطر حقيقي من وقوع مثل هذه الهجمات في جميع ملاعب كأس الأمم الأفريقية".
وواصل: "في 2021، شهد الصراع تصعيدًا على صعيد العبوات الناسفة، ووقعت عدة انفجارات أيضا خارج المناطق الناطقة بالإنجليزية، حيث حمّل المسؤولون الجماعات الانفصالية مسؤولية التفجيرات، فيما شهدت ياوندي انفجارات عبوات ناسفة أصابت مدنيين في يونيو، ويوليو، وأغسطس ونوفمبر 2020".
واستطرد: "بالنظر إلى الهجمات المتزايدة على المدنيين في الكاميرون، قد يتعرض الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لضغوط لتأجيل البطولة حتى يحضر نظام الرئيس بول بيا محادثات السلام، علاوة على ذلك، فإن الوضع الأمني المتدهور سيشكل مخاطر للاعبين داخل وخارج الملعب".
يُذكر أن كأس الأمم الإفريقية سبق وأن تم تأجيل إقامتها في الكاميرون مرتين، حيث كان التأجيل الأول بسبب عدم جاهزيتها واستضافتها مصر بدلًا عنها في 2019، وكان التأجيل الثاني بسبب جائحة فيروس كورونا العام الماضي.