لعل الأحداث الجارية على الأراضي الفلسطينية في الوقت الحالي تطغى على كافة القضايا الأخرى بما فيها الرياضية. لذلك لم يكن من الغريب أن تتسلط الأضواء والأعين على قيام بول بوجبا وأماد ديالو، لاعبا مانشستر يونايتد برفع العلم الفلسطيني في ملعب أولد ترافورد بعد نهاية مواجهة فولهام، أكثر من المباراة نفسها.
ورغم تعثر مانشستر يونايتد والتعادل أمام فولهام الهابط لدوري الشامبيونشيب مسبقًا ورغم أن هذه المباراة هي الأولى التي تشهد حضورًا جماهيرًا في أولد ترافورد منذ أكثر من عام ورغم أن هذا هو اللقاء الأخير الذي سيُقام على ملعب مسرح الأحلام هذا الموسم. إلا أن كل ذلك ذهب طي النسيان أمام واقعة رفع العلم الفلسطيني في أرضية الاستاد.
El-Ahly.comيأخذكم في رحلة سريعة نحو حكاية العلم الفلسطيني الذي جاب أرض الأولد ترافورد ممسكًا به واحدًا من أغلى صفقات تاريخ كرة القدم بول بوجبا. حيث كانت البداية من مشجعة مانشستر يونايتد أمبير ريكيتس.
وتحدثت ريكيتس صاحبة العلم الفلسطيني المذكور في حوار مع El-Ahly.comحول فكرتها الرمزية لنصرة القضية الفلسطينية، وكيف كانت بدايتها وإلى أين آل ما آلها.. وفيما يلي نص الحوار:
- من أين أتت لك فكرة رفع العلم الفلسطيني في ملعب أولد ترافورد ؟
في الحقيقة، عندما علمت بفتح باب الحصول على تذاكر المباراة وأنها ستكون بالقرعة. لم أكن أنوي الذهاب إلى الملعب في البداية، ولكنني شاهدت مقاطع فيديو لجميع أنواع الأشياء المروعة التي كانت تفعلها إسرائيل بفلسطين خلال الأسابيع القليلة الماضية.
حينها قلت لنفسي "سأقدم طلبًا في القرعة لحضور مباراة مانشستر يونايتد وفولهام. وإذا تحقق وذهبت إلى هناك، فسأشتري علم فلسطين وسأرفعه خلال المباراة".
أنا بصراحة لم أفز بأي قرعة من قبل، لذلك لم أكن أعتقد أنني سأفوز في قرعة حضور المباراة، ولكن عندما علمت بأنني فزت فيها، عرفت على الفور أنها كانت إرادة الله. لذلك اشتريت علمًا على الفور.
- ماذا جال بخاطرك بعدما دخلت بالعلم الفلسطيني إلى الملعب؟
في الحقيقة، كنت سأتركه عالقًا على عدد قليل من الكراسي في البداية. لكنني كنت أعرف أن الناس لن يكونوا قادرين على رؤيته إن فعلت ذلك.
بعدها، قررت أن أربط العلم في يدي، وكلما جاءت الكرة بالقرب من المدرج الشرقي الذي كنت أتواجد فيه، كنت أرفع يدي لأعلى قدر في استطاعتي لكي أتأكد من أن الكاميرات التلفزيونية قد التقطت العلم.
- كان هناك علمًا لدولة إسرائيل في المدرجات أيضًا، هل طلبه أحد لاعبي الفريقين بعد المباراة ؟
بالفعل كان هناك علمًا لإسرائيل في جهة أخرى من الملعب وكنت أشاهده من مقعدي. ولكن لم يطلب أحد الحصول عليه. اللاعبون مروا من أمامه خلال تحية الجماهير بعد المباراة وتجاوزوه.
- كيف ذهب العلم الفلسطيني إلى بوجبا ؟
اقترب مني عدد قليل من الفتيان الجالسين ورائي وشكروني على إحضار العلم. ثم سألوني عما إذا كنت سأوافق على إعطاء العلم إلى بوجبا وقلت "نعم بالطبع".
هؤلاء الشباب كانوا عرب. لقد توجهوا إلى أقصى المدرج وصرخوا على بوجبا وهو يمشي أمام المدرج الشرقي، وطلب منه اللاعب أماد ديالو أن يمسك العلم. وبالفعل هرع إلينا بوجبا ليأخذه.. لولا الفتيان، لما أخذ بوجبا العلم.
- أين العلم الآن ؟
العلم لا يزال مع بوجبا. لقد أعاده إلى غرفة تغيير الملابس. لا أعرف إن أخذه معه أم لا.. لكنه لم يخرجه من غرفة خلع الملابس أبدًا.
- ما هي رسالتك التي تودين أن تبعثي بها ؟
أود أن أرسل رسالة إلى أهل فلسطين.. العالم يعرف حقيقة ما يحدث. لن نسكت من أجلكم. نحن ندعمكم وسنتحدث عن قضيتكم بشكل أكبر. مانشستر خلفكم. آمل أن تسود العدالة في المستقبل وأن تصبح فلسطين حرة.. حفظكم الله. وسلامًا لعائلتكم.