لا يوجد أتعس من خيبات الأمل، خاصةً تلك التي تأتي في "مقتل".. تأتي حيثما كنت تعتقد أنه مكان الاحتفال، ومع تكرار تلك الخيبات تكتشف أن العيب كان في المكان نفسه.. لقد سكنت المكان الخاطئ.. سكنت “التالتة يمين”.
تتوجه للملعب وتهتف لأكثر من ساعتين لفريقك من أجل أن يرسم ملامح الفرحة على وجهك في نهاية اليوم، لكن لسوء حظك انت في “المكان المشؤوم”.. مكان اعتاد على الطعنات التي تجرح سكانه.
ويستعرض El-Ahly.comفي السطور القادمة إحدى تلك الطعنات التي سكنت شباك “التالتة يمين”لتنحر “حلم زملكاوي”من أقرب نقطة لمشجعيه.
9 يوليو 2017، برج العرب
امتلأت مدرجات ملعب الجيش ببرج العرب في الإسكندرية بجماهير الزمالك قبل ساعات من مواجهة الأهلي طرابلس الليبي في الجولة الأخيرة من دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا.
الزمالك كان في حاجة للفوز على الفريق الليبي بأي نتيجة مع تجنب اتحاد العاصمة الجزائري الهزيمة أمام كابس يونايتد الزيمبابوي من أجل التأهل لدور الثمانية من البطولة الإفريقية.
العشم المبكر
ولكي يصل "العشم الزملكاوي" إلى أعلى معدلاته، تمكن باسم مرسي من إحراز هدفًا للزمالك بعد مرور 12 دقيقة فقط من بداية المباراة، ليتوجه لاحتضان زملائه وتشتعل المدرجات بالأفراح والألعاب النارية.
وازداد أفراح الزمالك بريقًا في المدرجات وأمام الشاشات بعدما تمكن اتحاد العاصمة من التقدم على كابس يونايتد بهدفين دون رد، لتكون كل النتائج في صالح الأبيض.
صدمة حصري للتالتة يمين
ومع الثواني الأخيرة من عمر الشوط الأول انقطع البث التلفزيوني، ليعود الاستديو التحليلي موضحًا أن هناك صدمة تلقتها جماهير الزمالك في الملعب بشكل حصري. ولم يشاهدها سواهم.
ومع الإعادة التلفزيونية اتضح أن نادي أهلي طرابلس تمكن من إحراز هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، بعد ركلة جزاء نفذها محمد الغنودي، وطُرد على إثرها محمود الونش، مدافع الأبيض بعد حصوله على بطاقتين صفراويتين.
صدمة مابيدي وتوديع البطولة
وسط خليط من الغضب والحماس في المدرجات خلال عملية البحث عن هدف التقدم من جديد للزمالك، فوجئ الجميع بهدف مباغت لأبناء المدرب طلعت يوسف في الدقيقة 70.
هجمة زملكاوية ارتدت بشكل سريع لينفرد على إثرها فيفيان مابيدي من منتصف الملعب، إلا أنه فوجئ بتقدم الحارس أحمد الشناوي نحوهه، ليسدد كرة بالونية توجهت ببطء قاتل نحو الشباك القابعة أمام مدرجات التالتة يمين.
إهانة تاريخية
هدف التعادل الذي سجله الزمالك عن طريق معروف يوسف في الدقيقة 75 لم يكن كافيًا لتأهل الزمالك على حساب أهلي طرابلس، لتبدأ الجماهير في شن غضبها على اللاعبين والإدارة وتكسير مدرجات الملعب.
مرتضى منصور، رئيس الزمالك حينها رد على هتافات جماهيره بتوجيه السباب لهم، ورفع حذاءه أمامهم من الجهة المُقابلة من الملعب، في إهانة تاريخية لمشجعي الأبيض لن يمحوها الزمان.