القاضية ممكن.. عندما قضي أسامة حسني علي حسين داي وهؤلاء في الاسماعيلية



بعض حكماء العرب قديمًا كانوا يأكدون بأنه لا أمان لاثنين: الدنيا والمال.. ولكن من حسن الحظ أن هؤلاء الحكماء لم يتابعوا مباريات كرة القدم، وإلا لكان نسر الأهلي ثالثهم.

نسرٌ لا يعرف للاستسلام معنى، يصول ويجول فوق كل عشب أخضر، يجني ما يحلو ولا يحلو له، يستمتع أحيانًا بمتابعة فريسته وهي تسعد بفرحة خادعة، قبل أن ينقض في اللحظة المناسبة ويؤلمها بـ "القاضية".

انتصارات وألقاب اقتنصها الأهلي من رحم الثواني الأخيرة، وسط تأكيدات من الجميع بأن الأمر انتهى، قبل أن ينتفض وينتزع أغلى الأفراح، ولعل "قاضية أفشة" في شباك الزمالك بنهائي القرن لكانت التاج على رأس ملحمات ضربها الأهلي في مطاردة المستحيل.

ويستعرض El-Ahly.comفي السطور القادمة إحدى تلك اللقطات التي اغتال فيها نسر الأهلي فريسته دون رحمة.

17 مارس 2004، الجزائر..

في عام 2004 لم أكن امر بأفضل احوالي، كنت متعثر في الدراسة في الكلية وكان والدي يري ان اهتمامي بالكرة هو السبب الأبرز في تراجعي، عندما أصبح كل شيء يدور حول الكرة فقط هنا فقط جاء السقوط والتراجع.

كنت في تلك الفترة لا اهتم باي شيء في العالم من حولي الا النادي الأهلي، لا ابالغ لم يكن لدي رغبة في عمل أي شيء الا متابعة النادي الأهلي، ووالدي وعلى الرغم من انه أحد "الاهلاوية" الكبار الا انه رأي ان عليه ان يتخذ ضدي موقف وكانت اول المواقف هي كرة القدم.

أتذكر تلك الليلة جيداً رفض والدي السماح لي بالنزول لمتابعة المباراة على المقهى ورفض الذهاب هو الاخر وطلب مني البقاء من اجل اقاربنا المنتظر ان يزورونا في تلك الليلة، وبالطبع كانت تلك المباراة مشفرة ولا نمتلك قنوات الاية ار تي آنذاك وكان هذا هو القرار الأكثر قسوة، لن اتابع الأهلي في معركته امام النصر حسين داي بالجزائر.

أتذكر جيداً ان كانت هناك قناة تتبع الاية ار تي مفتوحة وتقوم بتقسيم الشاشة لمربعات صغيرة وتعرض عليها مختلف القنوات المشفرة لقطات ثم تقوم بتبديل اماكنها والقنوات التي تعرضها من خلالها.

كنت ابحث عن مباراة الأهلي بلهفة وسط حرصي على عدم علم والدي بالأمر فاذا سمعت انه قادم أقوم بتحويل القناة فوراً، واعود لانتظر الضيوف، وعندما ينشغل ابي اعود للقناة مرة اخري.

وفي اخر خمس دقائق في المباراة ثبتت القناة مربع خاص لمباراة الأهلي وكذلك لمباراة الإسماعيلي والنجم الساحلي، الفريق التونسي متعادل مع الإسماعيلي الذي يرغب في اقصائنا من البطولة وهو ما يمنح النجم بطاقة التأهل في حالة فشلنا في الفوز علي الفريق الجزائري بسبب فارق الأهداف.

ومع انتظار الجميع لصعود الإسماعيلي رفقة النجم من ملعب الإسماعيلية بعد التعادل بهدفين لمثلهما، جاءت تلك اللقطة التي لا يمكن ان ينساها الاهلاوي العاشق، وصلت الكرة لوائل رياض شيتوس على أطراف منطقة الجزاء بالجهة اليمني، ليرسل كرة عرضية على القائم البعيد.

أقوم بالتركيز الشديد حتى اتبين تفاصيل الكرة، اين سوف تذهب العرضية، للأسف يبدو انها ستذهب خارج الملعب، وفجأة يظهر أسامة حسني علي القائم البعيد هناك، لم اراه ولم يراه حارس النصر حسين داي ولا المدافع الأخير، فقط راه شيتوس وأرسل عرضية رائعة انقض عليها أسامة حسني وسط تحرك رائع ليضع الكرة في المرمي الجزائري في الدقيقة 91.

 تلك اللحظة العظيمة التي تجبرني على الابتسام حتى الان، لا أستطيع ان انطلق فرحاً نظراً للحظر المفروض على ولا أستطيع ان يعلم أحد انني اتابع اللقاء، في وسط جنوني واحتفالي الجنوني الصاخب الصامت وعيون تمتلئ بالدموع فرحة بالهدف القاتل، وسط أصوات احتفالات الاهلاوية في المقهى القريب انتفضت وقفزت بدون صوت انطلقت دموعي وفرحتي وجنوني بدون ان يشعر بي أحد ولا بالذي امر به.

انتهي اللقاء وصل الأهلي للدور التالي وجاءت قاضية الأهلي لتضرب الفريق الجزائري وتعصف بآمال البعض في الإسماعيلية.

وصل اقاربي واستقبلتهم بابتسامة لم يعلم والدي سببها لماذا اشعر بالسعادة وانا لم اتابع اللقاء؟! لم يسألني ولم اتحدث فقط نظر لي متشككاً وقال لي "طبعاً تلاقيك عرفت ان الأهلي كسب" لم أعلق ولم يتمكن هو الاخر من إخفاء سعادته بتلك القاضية.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا