عندما يقع أحمد حسام ميدو في مستنقع أفكاره فينتهي به اﻷمر إلى البيضة والحجر



"الدجل هو اللعب الذكي بأمال ورغبات الناس"

من المميز ان تعاصر صناعة الاساطير، عندما تمر بك الايام فتشاهد الناشئ الصغير يتحول الي لاعب ثم يتحول الي اسم كبير ثم الي نجم اول ثم تراه بالتدريج يتحول الي اسطورة.

في معظم الاحيان يكون هذا هو التسلسل الطبيعي لما يتحول بالتدريج الي رمز للجماهير التي تلتف حوله ليتصاعد اسمه بينهم منذ الصغر وحتي يصير نجماً مرموقاً، وفي حالة أحمد حسام ميدو لا يستطيع احد ان ينكر علي الأطلاق انه مر بتلك التحولات بشكل واضح وصريح حتي وصل الي ان ينظر اليه الجميع كأسطورة بالفعل، فانا -وبالتأكيد- العديد معي نري ان ميدو اسطورة، اسطورة في الكلام او اذا اردنا التحدث بشكل اكثر بساطة ووضوحاً، اسطورة في "الهمبكة" والأوهام.

اكدت لكم سابقاً ان "بعض" جماهير نادي الزمالك تمتاز بالقدرة علي صناعة الوهم والغرق في امواجه بشكل يستحق الوقوف امامه، وعلي ذلك كان -ونظراً للانتماء الاساسي لميدو- استطاع ميدو التألق في الوهم بصورة تستحق الاعجاب.

"النفس خلقت مطيعة للأوهام"

عندما تستمع الي ميدو لا يمكنك الا ان تنصت بعناية لرجل يريد ان يصل اليك انه "فلتة" فهو الدارس الفاهم الذي وبالتأكيد يعلم اكثر منك عن ما يقوم بتنفيذه من افكار، حتي وان اصبح من المؤكد ان تلك الافكار لا اساس لها ولا توجد من الاصل ولكنه يفهم اكثر منك فلا تجادل ولا تحاول ان تفهم اي شئ من ما يقول والا وقعت في المحظور.

سيهاجمك ويضعك في موقف المدافع عن نفسك اذا رغبت في الوصول الي نتيجة منطقية للكثير والكثير من الهراء الذي يطلقه عن المشاريع والافكار التدريبيه التي يقوم بتطبيقها ولا تتجاوز الخيالات والضلالات ولا تري اي شئ استثنائي لفريقه علي الاطلاق داخل ارض الملعب ان لم يكن فريقه معرض لهزيمة في الاغلب.

في وسط كل هذا الحديث عن المشاريع الرهيبة التي يقدمها ميدو عندما تنظر في ما حققه كمدرب تجد الكثير من الحديث بالاضافة للكثير من الفشل، بالتأكيد سيقول انه اصغر مدير فني حقق لقب وهذا هو لقب بطولة كأس مصر مع نادي الزمالك البطولة الوحيدة التي حققها قبل ان يغادر النادي مقالاً من مرتضي منصور.

ولكن مع قليل من البحث ستجد ان أينما وصل ميدو وحاول تطبيق مشروعاته الفكرية الفنية تلك وصل الفشل برفقته، فالمدرب الكبير صاحب اكبر رقم قياسي في قول كلمات مثل "فكر ومشروع ورؤية" قاد مختلف الاندية التي دربها في 88 مباراة فاز في 35 مباراة فقط، بعد كل هذا الحديث عن المشاريع والافكار فشل احمد حسام ميدو في تحقيق الفوز في 53 مباراة كاملة في نسبة مضحكة للغاية من مدرب يمتلك كل هذة المشروعات التي لا يفهمها احد.

وفي الـ53 لقاء تعادلت الاندية التي دربها ميدو 24 مباراة ليهزم في 29 مباراة كاملة ضمن مشروعاته الجبارة التي -كما تعلمون- لا يفهمها احد، حتي هو نفسه في اعتقادي.

لا تكون الازمة فيما يراه المدرب في نفسه بالتأكيد، فلدي ميدو كل الحق في الخروج الي الشارع او الاستديوهات او البرامج صارخاً انه "بلوة سودة" وانه "عتريس" نفسه لا يوجد اي مشكلة في ذلك، لكن الازمة الحقيقة ان كل هذا الفكر الخيالي لا يجد افضل من الكرة المصرية لكي ينمو داخلها بكل قوة.

المناخ في الكرة المصرية يكفل لاي شخص النجاح، طالما توفرت به الصفات والامكانيات المطلوبة بالفعل، ففي التدريب لكي تنجح لابد ان تكون لاعباً سابقاً بالطبع كبداية وتمتلك ارضية كبيرة بين مشاهير الوسط الرياضي المصري، وكما تقول الحكمة التي قالها احدهم في احد الاعمال الفنية، القوة في الاصدقاء وانا لدي العديد منهم، بالطبع لابد ان يكون لك اصدقاء لتعتمد علي قدراتهم في إقناع كل من حولك انك ناجح فيما تفعل حتي وان تعثرت في عدد اكبر من المباريات التي فزت بها.

بالطبع ستكون مخطئ في ظنك اذا تخيلت ان النجاح والقدرات والمؤهلات هي التي تضعك في القمة بالكرة المصرية، بل قدرة اصدقائك وقاعدتك الجماهيريه علي مساندتك وانت تفشل وقدرتك انت علي الرد علي كل من ينتقدك بصوتك العالي وعنجهيتك ومحاولة الاصرار علي فكر معين ومشروع معين لا تراه العين المجردة.

"وعشان كدة بقي كله بيهجص"

لا اعلم كيف تمكن ميدو مع كل تلك الهزائم والفشل ان يمتلك كل هذة العنجهية في الحديث عن ما يفهمه هو ولا يفهمه من ينتقده، واضاف الي تلك العنجهية الفارغة الكثير من التناقض والعديد من الاعذار الواهية التي برر بها فشله، ففي احد المرات يشدد علي ميزة التواجد في المدرجات بعد ايقافه بتواجده بها يكفل له رؤية افضل في المباريات وياللعجب هو نفس السبب الذي تسبب في الكثير من الهزائم والتعثرات لفريقه وادي دجلة فهو فعلي حد تعبيره ان الفريق يمر بأزمة لعدم تواجده علي الخط فلا تعلم ان كانت تلك هي ميزة ام عيب بالنسبة لميدو الذي أكد في احد المباريات التي هزم بها فريقه انه لا يمكن السيطرة علي اللاعبين المصريين من المدرجات.

وبالتأكيد التحكيم - لا تنسي ان ميدو في النهاية يحمل الجينات الزمالكوية- هو السبب ايضاً لفشل فكره المميز، وبالتالي كانت كل الظروف ضده وهو وفكره ومشروعه لم يخطئوا في اي شئ، بالطبع فأين الخطأ في الفوز بعشرة لقائات وخسارة 17 لقاء والتعادل في 14 مع دجلة كمدير فني.

في الحقيقة يا ميدو انت لا تمتلك فكر او مشروع انت لا تمتلك اي شئ الا قدرة علي الكلام الكثير والكثير جداً اكتسبتها من تواجدك في الاعلام كثيراً كمحلل -وهو الشئ الذي اراك ناجح فيه بكل صراحة- ولكن ولأن الدوري غير الدولي يا كابتن مثلما اكد فاروق جعفر، انت لا تستطيع ان تنجح كمدرب لانك محلل ناجح فقط تستطيع التحدث كثيراً عن اشياء غير موجودة، اعتقد انك بطل العالم في "عمايل البحر طحينة" ستصدر ايحاء لكل من يتحدث معك انك ستصل به الي العالمية، وفي الحقيقة انك لا تقدم اي شئ مميز كمدير فني علي الاطلاق وعليك ان تعترف بذلك.

انت تحتاج الي ان تعيش علي ارض الواقع، اترك"الهمبكة" جانباً وقد تنجح في تحقيق الفوز في نفس عدد المواجهات التي تخسرها لتكون مدرب متوازن وتتقدم خطوة الي الامام علي الاقل.

"النجاح مضمون، خوف الناس من المستقبل بيسبب ليهم قلق، والقلق بيخلق الاستعداد لتقبل الايحاء وفي ظل الايحاء الناس بتصدق اي حاجة"

فيلم البيضة والحجر، أحمد زكي ..

لمتابعة الكاتب فيسبوك وتويتر ..

استطلاع الراى


افضل لاعب بفريق الأهلي في الدوري؟
دوري أبطال أفريقيا - 2025

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا