كل الناس بتقول يااااارب، لو كنت بمحيط ستاد القاهرة يوم 14 نوفمبر من عام 2009 في الثامنة مساء سيكون هذا الهتاف مدوي ليس في الملعب وحده ولكنه في أرجاء مصر كلها، الحدث مواجهة مصيرية لمنتخب مصر أمام الجزائر بتصفيات كأس العالم 2010 التي أقيمت بجنوب أفريقيا، الفراعنة يحتاجوا لتسجيل ثلاثة أهداف لضمان التأهل وهدفين للعب مباراة فاصلة.

المهمة مستحيلة ولكن تم بيع التذاكر فور طرحها في الأسواق الجميع كان مشحون الهمم ومستنفر العواطف بجميع طوائف الشعب المصري ومختلف فئاته، منتخب يضم المدرب حسن شحاتة ووائل جمعة وأحمد فتحي وسيد معوض وهاني سعيد ومحمد شوقي وأحمد المحمدي ومحمد حمص وحسني عبدربه وأحمد حسن ومحمد زيدان ومحمد بركات وعمرو زكي وعماد متعب وأحمد عيد عبدالملك ألا يستحق الوصول للمونديال للمرة الثالثة في تاريخ الفراعنة.

المباراة بدأت منذ وصول المنتخب الجزائري للقاهرة وأحداث الشغب التي تسببت في إصابة مدافع الجزائر رفيق حليش ولاعب الوسط لموشيه، المباراة 90 دقيقة بصافرة الحكم جيروم دامون، الدقيقة 5 كرة طويلة من احمد حسن على قدم عبدالظاهر السقا ولكن تصدى لها الحرس لترتد لأبوتريكة الذي يضعها في العارضة ليصوب زيدان كرة ينقذها الحارس ولكن عمرو زكي أسكنها الشباك لتعلن عن انفجار مدوي خلف إصابة بشباك الجزائر.

صارت المباراة بعد ذلك حتى الدقيقة 80 من زمن الشوط الثاني سجال بين الفريقين سواء بمحاولات مصرية أو محاولة المنتخب الجزائري استغلال الهجمات المرتدة والمساحات في دفاع الفراعنة، بعد الدقيقة 80 شعر كل من في الاستاد بتأزم الموقف وضياع حلم التأهل صرخ كل من في الملعب وفي البيوت بصوت واحد "كأس العالم كأس العالم" لاستنفار ما تبقى من جهد وعزيمة، الدقيقة 85 أحمد حسن يضيع كرة سهلة أمام المرمى الجزائري ليصل يقين لبعض من في الملعب باستحالة المهمة، أحمد المحمدي يمر من اليمين ويمرر لأحمد عيد عبدالملك الذي يرسل عرضية لا تجد متابع سوى سيد معوض على الجانب الأخر الذي يعاود إرسالها على رأس عماد متعب ليطلق صرخة هي الأشهر في تاريخ الكرة المصرية خلف الشاشات، سجلنا الهدف الثاني وسنلعب المباراة الفاصلة بأم درمان.

على الرغم من النهاية المأساوية وعدم التأهل لكأس العالم ولكن الحالة التي عاشته مصر يوم 14 نوفمبر و15 و16 كانت مميزة للغاية لمنتخب كان يستحق أكثر من ثلاث بطولات افريقيا للأمم وهزيمة منتخب ايطاليا في كأس القارات ولكن القدر قد لا يحقق لك كل ما تتمناه.