سنوات طويلة مرت عندما كنت أخذ اولي خطواتي على الاض .. مازلت اتذكر اللاعب رقم 10 والذي كان الناس يلقبونه بيبو وهو ما جعلني احفظ هذا الاسم وهو اول اسم احفظه في مسيرتي التحليلة ووقتها لم ابلغ الثالثة من عمري

مازلت اتذكر هذه اللحظات بتليفزيون ملون صغير وصراخ والدي المستمر اما بهجمات ضائعة وبكلام لم افهمه عن كرة القدم او بتحذيري حتي ابتعد عن شاشة التليفزيون ولم يقطع هذا الصخب سوي هجمة مرتدة لمصطفي عبده ناحية اليمين وارسلها حريرية للفذ محمود الخطيب في مباراة افريقية للاهلي امام فريق يرتدي اللون الازرق وصوت حسين مدكور رحمة الله عليه وهو يوجه الخطيب كانه لاعب بلاي ستيشن او كانه يسمع ما يقول

حسين مدكور بصوته الجهوري المميز : للخطيب .. حطها .. الجون الثاااااالث ..يا لعيب اوي ...يا لعييييب

او في مباراة اخري اتذكر تفاصيلها بشكل اكبر وقتها كنت قد بلغت السادسة من العمر وكنت حزينا قبل المباراة لان الاهلي يرتدي اللون الاخضر وكنت اتسائل ببراءة وقتها " المفروض الضيف هو اللي يلبس لون مخالف " وكأني كنت متنبأ لما سيحدث بعد ذلك في مباريات افريقيا كان الاهلي يلعب امام كوتوكو الغاني في 1987 وكنت وقتها قد بدأت ادرك مباريات كرة القدم عموما وكنت متخوفا قبلها بعد هزيمة الزمالك بخماسية امام الفريق الغاني المرعب ولحظات قليلة ثم اسمع المعلق المميز ميمي الشربيني بصوته الرخيم وهو يقول : ربيع ياسين .. محمود الخطيب بشماله يحطها في الجون .. ثم كلمات لا استطيع تميزها اما بسبب صراخ من حولي او بسبب صراخ من في الاستاد ووقتها ضاعت كلمات الشربيني

وحتي الصورة كأن زلزال اصابها فمع متابعة بيبو الذي يجري منطلقا بفرحة عارمة والصورة تهتز وكأن الصورة باتت تعبر عما كان يدور بصدر كل اهلاوي في هذه اللحظة التي لا تنسي .. كانت هذه هي العلامة الثانية المحفورة في عقلي بشكل كبير والاثنتان كانتا لنجمي المفضل محمود الخطيب

اللحظة الثالثة كانت في مباراة اعتزاله واليوم كان يوم جمعة 30 ديسمبر 1988 ولا احب ان اتذكر هذا التاريخ لانه كان موعد رحيل محمود الخطيب عن الملاعب بعدما ملأ قلوب واحتل عقول الاهلاوية والعرب والافارقة في كل مكان ووقتها بكيت كما بكي جميع الاهلاوية وكما بكي ( بيبو ) وتتر التليفزيون يقدم اغنية التي تقول ..حكاية اللعيب المصري الحبيب .. بيبو .. بيبو

بالتأكيد هذا المقال ليس لسرد ذكرياتي مع كرة القدم ولكني شعرت بلذة غريبة عندما وجدت تيري هنري ابرع راس حربة في العقد الاخير لانه الوحيد الذي حافظ على مستواه طيلة عشرة اعوام مما جعل الارسنال يستعيد خدماته بعد فترة رحيل لقلعة برشلونة ومن ثم الانتقال للدوري الامريكي وفي ذات الوقت عاد بول سكولز من مقاعد المشاهدين ليعين مانشستر يونايتد على مواصلة المشوار بعد اهتزاز خط وسط الشياطين الحمر

لم اشعر في هذه اللحظات اني اود رؤية نجم يلعب في صفوف الاهلي الان سوي محمود الخطيب وتخيلت لو انه عاد ليلعب في الاهلي في هذه الايام بجانب نجوم الاهلي وقتها عادت بي الذاكرة لمباراة الهلال السوداني في نهائي بطولة افريقيا للاندية ابطال الدوري ( الاسم القديم لدوري ابطال افريقيا ) وتحديدا الجمعة 18 ديسمبر 1987 والربع ساعة التاريخية التي لعبها بيبو في النهائي والتي كانت تنزع اهات السودانيين قبل المصريين من فرط قمة المتعة واللمسات الجمالية التي امتع بها النجم كل محبيه قبل ان يعلن اعتزاله اللعب ليكون احسن وداع لاي لاعب في تاريخه ومن هنا كان الارتباط الابدي بين الاهلاوية وبين بيبو

لم تتركني الذكريات وانا اشاهد امس حفل توزيع جوائز احسن لاعب في العالم والتي تسلمها ليونيل ميسي لتعود بي الي لقطات مسجلة تحمل مشاهد تسلم محمود الخطيب لجائزة احسن لاعب في افريقيا ليكون هو اللاعب المصري الوحيد الذي يحمل هذا الشرف

لم يقطع هذا السيل من الفلاش باك والمزج بينه وبين الحاضر سوي الخبر المؤلم الذي اقرأه كل فترة بسفر النجم الكبير لمتابعة علاج الفقرات في رقبته وظهره .. هذا الالم الذي يعاني منه هذا النجم الكبير منذ لعبه لكرة القدم وحقنه بالكورتيزون حتي يستطيع اللعب في مباريات مهمة للاهلي

وحتي لا نتبع القاعدة المصرية الشهيرة  "دائما ما ننسي نجومنا وهم حاضرون ونتذكرهم وهم غائبون " ارجو ان يمن الله علي نجمنا الكبير بالشفاء ......"كم نحتاج للانتماء الي اي شىء... في زمن فقدنا فيه الانتماء لكل شىء "

للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا