لم اجد عنوانا يليق بما يحدث في المجتمع المصري الرياضي والسياسي والثوري الا هذا العنوان مع الاعتذار لمحمد سعد في فيلمه الاخير اللمبي 8 جيجا فهذا المشهد الذي اخذ فيه زوجته للتسوق من احد الميادين للذهاب الي قصر كبير يمتلكه صديقه فوجد البائع يصرخ مناديا ( لم علينا عبيدك يارب ) في دعوة صريحة منه لزيادة الزبائن من اجل زيادة الربح

ونستطيع من هنا ان ننطلق فالكل يبدو شغوفا بان يتلم عليه العباد بل ويدعو دائما ( لم علينا عبيد يا رب ) سواء من خلال اثارة الجماهير او من خلال اثارة الشعب او الشغب في مختلف الميادين فما نلبث ان نأخذ هدنة في الميدان حتي نجد الحرب وضعت اوزارها في امبابة او في ماسبيرو

وما نلبث ان نأخذ هدنة من موقعة الدستور اولا او الانتخابات اولا حتي نجد دعوة مليونية للالتفاف حول نتيجة الاستفتاء والكل يدعو ( لم علينا عبيدك يا رب ) فنجد نفس الوجوه متكررة في كل البرامج وكل الفضائيات التي باتت 10 في عين العدو ( من حياة 1 و2 الي دريم ومحور ومودرن حرية وما تلبث ان يثار نفس الامر في كورة وسبورت واون تي في والتحرير والنهاردة وبكرة وبعده ) والقائمة تطووووول وتطول .

اما حالنا في الوسط الرياضي فبات اشبه  بمسلسل كوميدي ست كوم وكأنه فاصل سريع بين الاحداث السياسية وكالعادة نحن نؤمن بالدعاء المطروح فقام البعض بمحاولة زيادة رزقه وان يظل دائما في الصورة فبعد ان كان متصدرا ل 24 اسبوع وكان بطلا شعر وان صورته انطفأت فاراد ان يشعلها ثانية ولا يهمه ما سيقال المهم ان يظل في الصورة وان يتحدث الجميع عنه ليثبت انه البائع الشاطر الذي يلتف حوله الزبائن في كل وقت وحتي لو كانت بضاعته رديئة فهو قادر على تجميلها بل المضحك المبكي انه بات قادرا على بيع الكهف والوهم والحب

الكهف الذي يتحدث منه دائما عن المؤمرات التي تحاط ضده والتي جعلتنا نتذكر سىء الذكر معمر القذافي وحديثه عن الفير بلاي كان اشبه بحديث القذافي عن ان مادة الكوكا كولا هي افريقية في مؤتمر حاشد بافريقيا اقامته احدي الدول الافريقية في ستاد لكرة القدم مجاملة لملك ملوك افريقيا

والوهم الذي يبيعه دائما للجماهير بأن فريقه الشاب دائما قادم بقوة وان فريقه يفتقر للخبرات وان المنافس الذي يمتلك  اعضاءه منتخب مصر يكونون في غاية السعادة عندما يتعادلون مع فريقه المقدام مع  انه دائما مع ينتقد فريقه عندما يخسر من الجونة او من المقاصة والمصري ويتعادل مع الجيش وينتقد  مدربي المنافسين ابناء النادي الذي يدربه بدعوي انهم يستأسدون امامه وكأن كل دوره ان يصبح على كرسي الادارة الفنية بدون اي رؤي فنية

اما الحب الذي يدعيه للنادي العريق الذي يدربه وللجماهير المساندة دائما مع انه للاسف يستغلهم ولا يحب احدا الا نفسه هو وتؤامه فبمجرد ان اختلف مع جماهير بورسعيد التي جعلت منه مدربا قبل ان يمر بمراحل التدريب المتعددة باتت الجماهير حمقاء ومع كامل اعترافي بان السب مرفوض من الجماهير والمدربين واللاعبين لاي شخص كان .. واجزم بأنه اذا تولي تدريب فريق اخر وواجه ناديه الحالي وسبته هذه الجماهير سيقوم بالانقلاب عليها هي الاخري لا لشىء الا لان يلتف حوله الجميع ويظلون يتسابقون حول معرفة اسباب ودوافع والاتيان بالقديم والجديد له ومن ثم يصبح النداء مكررا ( لم علينا عبيدك يارب )

ام السيد المهندس المبجل والمحترم الصقر فلم يلبث ان افتقد للاضواء بعد قرارا المستشار المغوار صاحب الدرع والسيف بالترشح لرئاسة الجمهورية فبات المهندس مشتاقا لان تلتف حوله الاضواء مرة اخري فبعد ان قام بالاجهاز على ناديه الذي تربه فيه بمساعدة صاحب الدرع والسيف وبعد رقما قياسيا من خسارة القضايا  لمسئول حكومي سجل في موسوعة جينيس اراد العودة مرة اخري ومحاولة جديدة من محاولات الديكتاتورية التي يبدو اننا سنظل نعيش في رحاها ابد الدهر بلائحتة الهلامية والتي تدعو الي تداول السلطة في الاندية وكأنه ينادي بأعلي صوته ( لم علينا عبيدك يا رب )

المثير للسخرية انه تشبيه تداول السلطة للهيئات الرياضية لا بد ان يتوافق مع تداول السلطة السياسية وهو ما يذكرني بالمشهد الرائع لسمير غانم في مسرحية المتزوجون كلما اراد ان يقوم بتضبيط البدلة من جهة تصبح مثارا للسخرية وهذا لان الترزي لا يجيد فن الحياكة فالصقر المغوار اراد ان يكون ثوريا كثر من الثوريين فقام بحياكة لائحة (لايحة ) لا تشعر الا بالاستفزاز عندما تقرأها برجوع مناصب النائب والامين واختفاء مقعد المرأة ( ما خلاص ...اللي راح راح يا عم الحاج )  وتمثيل الفروع باعضاء وهذا يحق له وهذا لا يحق له وهو اراد بهذا ان يجعل الجميع يتكلم عن لائحتة الجهنمية بنفس منطق ( لم علينا عبيدك يارب )

الامر الاكثر مرارة ان اللائحة التي سلقت سريعا ووافق عليها مجلس الوزراء والمجلس العسكري مع اننا حتي الان لم نجد اللائحة التي ستنظم عملية الانتخاب في المجالس النيايبة والتي من المفترض ان تكون بعد شهرين او ثلاثة على الاكثر بل ولم نعرف بعد هل ستكون الانتخابات فردية او بالقائمة النسبية ولعل هذا يدعونا ان نتناقش ونتناقش حول من المستفيد من تأخير كل هذا بمنطق ( لم علينا عبيدك يا رب )