أساطير لا تُنسى: بطل ملحمة الـ6-1



أن تختصر تاريخ لاعب كرة قدم كاملاً في مباراة فهذا لا يعجب البعض ,ولكنني لا أبالي بهذا الأمر أبداً فما حدث لم يكن يتخيله أحد , ربما يشطح خيالك لأبعد الأمور قبل مباراة الديربي ,تتخيل نفسك تحرز هدف النصر في الدقيقة الأخيرة مثلاً أو هدفي فريقك في المنافس أما اكثر من ذلك يندرج تحت بند الهلاوس التي لا ترد علي خاطر رجل بالغ.

ما بين القلق و التركيز تتغير ملامح وجوهنا قبل المباراة ,يجب أن تفوز علي الزمالك ثم الإسماعيلي لكي تحرز دوري الجميع لم يصنفك كبطل له و لكنك تلعب في الأهلي ,أن تكون لاعب بالأهلي هو صك يؤهلك ان تكون بطل أي مسابقه تشترك بها و لكن غريمك افضل منك ,الجميع يقول ذلك فهل سترضخ لكلام الجميع ام تتغلب عليك جيناتك التي تكتسبها بارتدائك ذلك القميص الأحمر الساحر.

بدأت المباراة بضغط من الخط الأمامي بالفريق علي مدافعي الزمالك تسبب في ان نحرز الهدف الأول ثم وجدت نفسي اركض بطول الملعب كما لم أفعل من قبل ,كنت أشبه ببدائي يبحث عن طعام لم يتذوقه من شهور , محاوله اولي بعد تمريره من جيلبيرتو و مراوغه و تسديده و لكنها لم تفلح , و لكني أشعر انه يوم مختلف ,ركنيه تأتي بالهدف الثاني الذي أحرزه إبراهيم سعيد.

كنت اقفز كطفل و أصيح في الجميع مطالباً بالكره , حتي و ان كانت في قدم المدافعين كنت اطلبها ,اشتم رائحة الهدف تقترب بشده من أنفي فلا تؤجلوه ,لا أحد يعلم متي ستسنح فرصة كتلك مره أخري , حسام غالي يذهب بالكره الي اليسار للانجولي الذي يمررها لبلال الذي يرجعا لبلال , هل ستبقي الكره في جانب اليسار لنهاية المباراة لماذا لا ترونني فانا وحدي هنا , يلف بلال بالكره أخيراً فيراني يمررها لي فاستلمها و اعيدها له ليقف كحائط يتجمع خلفه لاعبي الزمالك ,يثبت الكره و ينظر الي فيجدني اقرب اليها من اي لاعب ,و كأنني لا أري من الملعب شيئاً سوي الزاوية اليمني من المرمي فارغه تنتظر الكره لتعلن عن اول اهدافي و انا انتظر اكثر منها , بباطن القدم كرجلة جزاء اودعها في المكان المنتظر ,مازال الحلم في أوله  فالساعة لم تنتصف بعد و ها انا احرز اول أهدافي.

مرتان نصل لمرمي الزمالك في صوره انفرادات صريحه بالحارس و مازال شوط المباراة الأول لم ينتهي , اضعنا هدفين محققين و احرزنا ثلاثة وفقط في خمسة و أربعون دقيقه , ينتهي الشوط الأول و يؤكد علينا جوزيه أن الزمالك يستطيع أن يعود في أي وقت و لكننا أيضا نستطيع ان نجعلها مباراة بنتيجة تاريخيه ,لم اسمع سوي منتصف الجملة الأخيرة ,امامك شوط واحد لتسطر تاريخ جديد لنفسك و لتاريخك ,لن اتحصل علي مثل تلك الفرصة مره أخري ,الأجواء مهيأة تماماً فلتتقدم وسط صراخ محبيك كي تجلس علي كرسي النصر ,فأعدائك مهزومون القوا بأجسادهم تحت قدمك فلا تتردد.

يبدا الشوط الثاني وتتأكد لي الحقيقة ,اليوم هو يوم للتاريخ , يخطا حازم إمام في تمرير الكره يستلمها رضا شحاته و يعبر بها منتصف الملعب يركض بلال نحو اليمين و اركض انا نحو اليسار , يقرر رضا ان يمررها لي ,لا شيء يحول بيني و بين الهدف سوي بشير التابعي ,اميل بجسمي كله نحو اليمين ثم انعطف يساراً بجوار القدم التي ثبتت تماماً ,افعلها كما يفعلها صبي بكره من أكياس القمامة ثم اضعها في المرمي من تحت الحارس , الحلم في طريقه للاكتمال.

اركض بالكره ناحية اليسار مره اخري وسط شتائم لاعبي الزمالك فالمباراة أصبحت من جانب واحد تماماً امررها  الي محمد فاروق و اقترب منه لأتبين الامر , يحاول لاعبو الزمالك ان يشتتوا الكرة ويحاول فاروق ان يمر بها من بين كل ذلك تخطو الكره نحوي تتهادي داخل منطقة الجزاء و كأنها تابي ان يلمسها احد سواي , هل تذكرون باطن القدم في الزاوية اليمني حسنا اذا كنت قد نسيت فهذه فرصه مناسبه لتتذكر , هدف ثالث في مرمي الزمالك بباطن القدم , الحلم يكتمل اليوم ,ثلاثة اهداف في الديربي ,سيذكرني التاريخ حتي و ان نساني البعض ,هاتريك القمه الذي يكتمل به حلم أي مهاجم اهلاوي.

و لكن اليوم ربما يتعدى الواقع تفاصيل الحلم ذاته , لم اكن اتخيل انني سأكون اول من يفعلها , فانا اركض من وراء مدافعي الزمالك بالصورة التي تجبر أي لاعب ان يمرر الكره لي , انفراد تام بالحارس ,التاريخ ينادي باسمي مبتسماً فاحا ذراعيه كي يحتضنني , اراوغ الحارس و اضع الهدف الرابع لي و السادس للأهلي , الحلم يفاجئني بما لم استطع ان اتخيله.

ان تقف علي حافة العالم منتصراً تنظر للجميع فتري السعادة الجنونية التي تسببت بها هو شعور لا يوصف ,لا استطيع ان ابدل لحظة كتلك بألف بطوله ,انا رجل مباراة السته الشهيرة ,ستظل جماهير الأهلي في نفس اليوم من كل عام تذكرني و تتغني باسمي ,سيظل هتاف بيبو و بشير هو الهتاف القادر علي انهاء اي مناقشه حول مدي تساوي انتصارات الفريقين ,منذ انتهاء تلك المباراة و انا لا تراودني اي أحلام قط ,فعقلي الباطن لا يستطيع ان يتصور ما هو افضل من تلك اللحظة ,يكفيني ان يقترن اسمي بالأهلي طوال التاريخ , يكفيني ان يبتسم المشجع قبل ان يردف " خالد بيبو ".

 

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا