السادس و العشرون من شهر مايو لعام 2014 , يبدأ المؤتمر الصحفي للنادي
الاهلي بعد مباراته مع النجم الساحلي , يجلس مدرب الاهلي و علي يساره كابتن النادي
, رجل تحمل ملامح وجهه الجدية التي طالما
اشتهر بها في كل مراحل لعبه , يحمل من الالقاب ما لا يملكه اندية تنافس ناديه ,سته
القاب قاريه في جعبة هذا الرجل , ببساطة تاريخه اكبر من انديه تلقب نفسها بالقطب
الثاني , حجر اساس بني عليه فريق الأهلي الذهبي , الجيل الاكثر حصداً للبطولات في
تاريخ النادي , الرجل الذي شهد كل مراحل هذا الجيل , تكوينه و مجده و نهايته ,
صخرة الاهلي الصامدة " وائل جمعه "
يساله صحفي السؤال الذي يتردد علي مسامعه مؤخراً , ماذا عن موعد الاعتزال ؟
كان يستطيع ان يجيب الرجل الذي قارب علي الاربعين
بالإجابة المعتادة عن مدي احتياج الفريق و القدرة علي العطاء و كل تلك
الامور و لكن ليس اليوم , فالأمر اصبح اكثر من احتماله و هو قد تحمل الكثير بروحه
المعتادة و تقديره للنادي الذي اعطي له الكثير و لم يبخل هو عليه بشيء
ما زال يذكر اولي مبارياته مع الاهلي , ربما يجد اللاعب صعوبة كبيره عند
انتقاله من نادي صغير الي نادي اكبر و يزداد الأمر صعوبة اذا كان هذا اللاعب يلعب
في مركز الدفاع ذلك انه ليس من العادي ان يحرز في الاهلي هدف , لا يقبل احد بذلك ,
الجميع يحلل و ينقد ويحاسب و لكن الامر كان اكبر من ذلك فالمباراة الاولي امام
ريال مدريد
" اول مباراة بقميص النادي الاهلي , ما زلت لم استطع ان اتخلص من تلك
الرهبة التي انتابتني منذ ان علمت ان مدرب الاهلي الجديد طلب التعاقد معي بعد ان
شاهدني امام النادي الاهلي في نهائي الكأس , ذلك الحلم الذي يحلمه كل لاعب كره
خاصةً إذا كان معروف عنه حبه للأهلي , لكن كل ذلك في مهب الريح فمن سيغفر للوافد
الجديد خساره ثقيله في أول ظهور له حتي و ان كان امام ريال مدريد , يحدثني الجميع
عن قيمة الأهلي منذ ان وطأة قدمي أرض النادي , ربما كل ذلك لم اشعر به إلا عند
رؤية جماهير الأهلي , هنا وجدت ضالتي , بين كل تلك الجموع و صيحاتهم استطيع ان اشعر
بثبات قدمي , بالروح التي العب بها كرة القدم , ربما لا املك المهارة اللازمة
أحياناً و لكني تواجدت في المكان المناسب تماماً فصراخ الجماهير من وراء ظهري يمد
في عروقي القوه و الثبات و الاصرار , ان تدافع عن قيمة الاهلي حتي اخر قطرة عرق ,
هذا ما يحتاجه جماهير هذا النادي و هذا ما أملكه "
انتهت مباراة ريال مدريد و الأهلي بفوز الأهلي بهدف نظيف , حتي و ان كانت
مباراة احتفاليه لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع نتيجة كتلك , الا ان ملامح مدافع
الاهلي الجديد اتضحت تماماً من تلك المباراة , لا مجال للتقصير عند ذلك الرجل ,
ربما يخسر أو يخطئ او حتي يتسبب بهدف كباقي من يشغلوا هذا المركز لكنه لا يقصر او
يتقاعس او يدخر جزء من امكانياته لمساعدة فريقه , بدا الرجل تاريخه مع النادي في
ذلك العام ببطولة افريقيا 2001 و لكن لم يكن الاهلي بمستواه المعروف عنه حتي حلول
عام 2005 الذي شهد ميلاد الجيل الابرز في تاريخ الاهلي , من الصعب ان تسمي جيل
باسم احد المدافعين و لكنك تجد نفسك تلقائياً تقول جيل تريكة و بركات و متعب و
وائل جمعه , المدافع الافضل افريقياً في العشر سنين الأخيرة , الرجل الذي تناوب
علي ملاصقة عظماء القاره دولياً و شارك الاهلي في صناعة تاريخ جديد يبعده هن اقرب
منافسيه بقدر من الصعب اللحاق به في الظروف العادية حتي بدأت ان تكون الظروف غير
عاديه بالمرة
" لم احب شيء في حياتي كحبي للنادي الأهلي , ربما ضحيت ببعض فرص
الاحتراف و الكثير من الفارق المادي و لم الق بالا لكل ذلك , رحل الجميع من حولي و
عندما اردت الرحيل لم احتاج الكثير من الوقت لاعدل عن قراري حينما كان الرد حاجة
الفريق الي , رحل بركات تاركاً كل الذكريات الجميلة عند الجماهير , بقيت مع تريكة
و حددنا سوياً موعد رحيلنا عن الكره بوصولنا لكأس العالم , كان من المقدر ان يكون
خير وداع للكره , لم نصل لكأس العالم واخبرت الجميع عن رغبتي في الوداع و كان الرد
مثل السابق رحل تريكة عن الاهلي بختام بطولة افريقيا و اردت الرحيل معه محققاً اخر
بطولاتي و كان نفس الرد , سمعت باذني مطالبة البعض باعتزالي ومدي جدوي العطاء الذي
يقف علي عامل السن و لم ادافع عن نفسي بكلمه , الاهلي يحتاجني اذن فانا متاح
للأهلي طالما حييت , استطيع ان احتمل النقد و لكن لا استطيع ان احتمل رؤية الاهلي
الذي اعطاني كل شيء يحتاجني و لا يجدني "
نظر الرجل الي الفراغ اثناء اجابته السؤال المعتاد في المؤتمر الصحفي و بدا
ينطق بكلمات ثقيلة علي لسانه و لم يستطع ان يخبئ الدموع من عينيه و هو يصرح
للجميع انها النهاية
" انا اسعد يوم في حياتي اليوم اللي دخلت فيه النادي الاهلي , اسعد
فترات حياتي هي فتره لعبي في النادي الاهلي , اسعد لحظه في حياتي لما اشيل بطوله
للنادي الاهلي , انا كنت حابب امشي قبل
كده و اختم حياتي ببطولة لكن الفريق كان في حاجة لي , انا حابب الناس تبقي فاكره ان
الجيل ده من اكتر الاجيال اللي عملت حاجه للأهلي , اتمني الناس تدي الجيل ده
حقه و يعذرونا عن أي اخفاق " 7
بطولات دوري و ثلاثة كؤوس محليه و 7 كؤوس سوبر محلي و 6 القاب قاريه و 5 سوبر
افريقي خلال 14 عام بالأهلي تجعل وائل جمعه المدافع الابرز في تاريخ الاهلي و مصر
خلال العقد الاخير بلا منافس .