تحليل الأهلي: أنطوي يعطينا حلول إضافية و"اللي يضيع يقبل" حتى وإن فزنا!



فاز الأهلي على الترجي التونسي في رادس، وقد صنعنا الكثير من الفرص أضعناهم كلهم إلا واحدة مع الغاء الحكم لهدف صحيح كان كفيل بإنهاء المباراة لنظل حتى آخر لحظة خائفين من فقدان نقطتين لم نكن أبداً نستحق أن نفقدهما.

الترجي بالفعل يمر بأزمة كبيرة في مستواه، ولكن هذا لا يعني أن الأهلي قدم مستوى راقي، ولكن مع هذا المستوى ظهر بعض السلبيات القليلة، في النقاط التالية نبرز الإيجابيات والسلبيات:

أولاً: بداية الغاني جون أنطوي مع الأهلي بداية ممتازة، مهاجم شارك في أربع مباريات أحرز بهم ستة أهداف، بالإضافة لكونه ماكينة أهداف فإنه قادر على الاستلام تحت ضغط وهو أمر كنا افتقدناه كثيراً بالفترة الماضية.

فأنطوي أعطانا الحل من العمق عبر اتاحة الفرصة لخط الوسط للتمرير للمهاجم حتى يعطي الفرصة للاعبي نصف الملعب للتدرج في نصف ملعب الخصم، أمر مهم جداً لأي فريق لكسب المساحة.

كذلك أنطوي لا يكتفي بالتحركات واحراز الأهداف، ولكنه قادر على المشاركة في صناعة الأهداف مثل الفرص التي صنعها لوليد سليمان وكذلك في الأهداف التي صنعها بالمباريات الماضية.

ثانياً: في أول 20 دقيقة لعبنا بعبد الله السعيد كصانع لعب، فكان عليه المسئولية الكاملة في التمرير للأمام مثل ما فعله في البينية الرائعة لرمضان صبحي في كرة الهدف، وعلى الجانب الدفاعي كان يكتفي بالضغط المتقدم بجانب أنطوي.

لاعب في إمكانيات عبد الله السعيد مكانه في قلب الملعب، فهو قادر على نقل الكرة من الخلف للأمام بسهولة بحكم تمريراته ورؤيته للملعب الرائعة، وهو ما قدمه أمام الترجي في أول 20 دقيقة وفي الشوط الثاني كله.

أعتقد أن عبد الله قادر على اللعب في مركز لديه مهام دفاعية كثيرة في حال لعبنا باثنين مهاجمين صريحين، ولكن عليه أولاً أن يلعب في هذا المركز للكثير من الوقت حتى يحفظ مهامه وطريقة تحركه حتى نبدأ في الحكم عليه.

ثالثاً: في الشوط الأول وبعد أو 20 أو 25 دقيقة فقدنا السيطرة على وسط الملعب للترجي، ولكن مع فقدان الاستحواذ الذي يمثل أقوى أسلحتنا تمركزنا على المستوى الدفاعي بصورة مميزة، ليكون الحل الوحيد للتوانسة هي المهارات الفردية.

لا يعني اهتزاز مستوى الترجي أن لا يمتلكوا لاعبون مميزون، صمويل إيدوك أحد هؤلاء اللاعبين المميزين، أرهق سعد الدين سمير الذي لم يكن في مستواه مساء السبت.

فسعد دائماً ما يمتاز بقطع الكرات فور أو قبل تسلم المهاجم للكرة، وبالتالي يكون سابق بخطوة، ولكن أمام إيدوك لم يكن قادراً على فعل هذا الأمر، هو أمر يحسب للمهاجم ولكننا نعلم إمكانيات سعد وأنه قادر على ما هو أفضل من ذلك.

رابعاً: تمركزنا الدفاعي في الشوط الأول كان جيد، ولكن ما ينقصنا هو تمركز ثنائي وسط الملعب في الحالة الدفاعية، وتوزيع أدوار التغطية على الأطراف، في كثير من الأوقات فقدنا الثنائي غالي وعاشور لاتجاههم في طرف من الأطراف لنترك وسط الملعب خالي تماماً.

أحد هذه الكرات كان من الجانب الأيسر، ليساعد عاشور حسين السيد، ولكن بدلاً من وقوف غالي في قلب الملعب قرر الكابيتانو أن ينضم والضغط على صاحب الكرة، ليتواجد ثلاثة من لاعبي الأهلي في نفس المربع دون وجود أحد في وسط الملعب، وهذا من المفترض عدم حدوثه أبداً.

خامساً: منذ بداية الشوط الثاني ظهرنا بمستوى مخالف لنصف الشوط الأول، ظهرنا بمستوى هجومي عالي نظراً لتقدم الترجي باحثاً عن هدف التعادل والحفاظ على حظوظه في التأهل.

بالشوط الثاني عاد السعيد للقيام بتوزيع البينيات على الأطراف خاصة الأيمن الذي امتلك رمضان وباسم علي، بينما في الجانب الأيسر لم يظهر مؤمن زكريا بمستوى جيد وكذلك أكتفى حسين السيد في أغلب الأوقات بالمهام الدفاعية.

صنعنا بهذا الشوط العديد من الفرص، ولكن التهاون اضاعهم، مثل الفرصة التي أضاعها رمضان صبحي بطريقة "استعراضية" لسنا في حاجة لها على الإطلاق، عانينا من هذا الاستعراض بالفترة الماضية، حيث أضعنا أيضاً أمام النجم الساحلي بانفراد تام لصالح جمعة.

علينا أن نأخذ في الاعتبار أننا نبني فريق وبالتالي علينا أن نضع داخل اللاعبين أن الفرص تعني أهداف ولا شيء آخر سوى الأهداف، في الجيل الذهبي أيام أبو تريكة وبركات كنا دائماً نستغل أنصاف الفرص.

بالإضافة إلى الاستعراض أضعنا لأن بعض اللاعبين مازالوا غير قادرون على تحويل الفرص إلى أهداف مثل باسم علي، فهو يتحرك بصورة مميزة على الجانب الهجومي وقادر على المراوغة والدخول لمنطقة الـ18 ولكن مازالت اللمسة الأخيرة غير صحيحة.

سادساً: التبديل الأول باخراج مؤمن زكريا كان صحيح جداً، مؤمن لم يقدم مستواه المعهود بالإضافة إلى أنه بالمباراتين الماضيتين لم يقدم نفس الأداء الذي اعتدنا عليه أن يظهر به، وبالتالي التبديل كان صحيح جداً.

ولكن ربما كنت أفضل أن يدخل بدلاً منه ماليك إيفونا، لنلعب باثنين مهاجمين أنطوي وإيفونا على أن يعود السعيد لنصف الملعب بجانب رمضان خلفهم الثنائي غالي وعاشور، وهي الطريقة الأقرب التي سنعتمد عليها في الموسم المقبل.

أعتقد أن مبروك يفضل أن يحل لاعب بدلاً من لاعب بنفس الدور في الملعب وبنفس المهام التكتيكية، ولكن أعتقد أن مع امتلاك لاعبون مثل التي نمتلكها بالوقت الحالي ربما جان الوقت لإنهاء هذا الأمر.

سابعاً: "اللي يضيع يقبل" مقولة معروفة في عالم كرة القدم، وبالفعل كنا على أعتاب المعاناة من هذه المقولة ولكن شريف إكرامي ظهر وقدم مستوى جيد جداً، وعليه أن يحافظ على هذا الأداء الرجولي الذي يقدمه منذ مباريات مع التطوير منه.

إكرامي أمام الترجي أستطاع أن يخرج من اللقاء بشباك نظيفة بفضل تصدياته، ليتعامل بصورة رائعة مع التسديدات الكثيرة بالإضافة إلى الانفراد الأخير قبل انتهاء اللقاء بثواني معدودة.

بخلاف هذا المستوى العالي الا أنني اتمنى أن يقلل حارس الأهلي من السقوط على أرض الملعب في كل مباراة، بالرغم من عدم سقوطه أمام الترجي ولكنني شعرت أنه كان يفكر في هذا الأمر، ولكن بالنهاية مستوى مميز جداً.

بهذا الفوز أصبح الأهلي قريب جداً من التأهل لدور نصف النهائي، وفي الأربعة الصاعدين أعتقد أننا نملك فرصة رائعة في الاحتفاظ باللقب والاستمرار في التتويجات القارية إن شاء الله.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا