نشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تقريرًا تشرح فيه أسس التعاقد مع المدربين في الأندية الكبرى، والأليات التي تتبعها الإدارات لجذب مدير فني يحقق نتائج جيدة مع فرق كرة القدم.

فهل تساءلت يومًا ما الذي يجري بالفعل في مقابلة مع مدير كرة القدم؟ ما مدى اختلافها أو عدم اختلافها عن تلك المقابلات الشخصية التي تجرى في الوظائف الأخرى؟

أ: "نرى أن لديك تسع وظائف في السنوات الخمس الماضية، هل يمكن أن تخبرنا لماذا تركت منصبك الأخير؟"

ب: "حسنًا، كان المشجعون يطالبوني بالرحيل، وكنا نقترب من الهبوط، بالإضافة إلى عدم تحقيقنا أي فوز في تسع مباريات متتالية، وتوقف اللاعبون عن الاستماع إلى تعليماتي".

فهل يجب على المدربين أمثال سام ألاردايس ومارك هيوز وديفيد مويس تقديم السير الذاتية الخاصة بهم أو التقدم بطلب تدريبي لإدارات الفرق؟

جميع الأندية وملاكها لديهم صفات مختلفة، وهو ما يجعل كل المقابلات الشخصية للمدربين مختلفة، لهذا حاولنا رفع الغطاء عن القليل من المراحل في عملية توظيف المدير الفني.

 

"هناك دائمًا قائمة مختصرة"

قبل أن يكون هناك مقابلة، يجب أن يكون هناك قائمة المرشحين.

على الرغم من أنه في بعض الأحيان يتم تعيين المدربين دون الكثير من الخطوات، مثل فولهام الذي أقال سلافيسا جوكانوفيتش، وعين محله كلاوديو رانييري، في نفس البيان الصحفي في نوفمبر.

ولكن كيف يتم وضع قائمة مختصرة؟ ومتى تبدأ هذه العملية؟

توجد غالبًا قائمة مختصرة ثابتة يتم وضعها خلف الكواليس، فيقول ديفيد شارب، الذي عين ثلاثة مدربين خلال السنوات الثلاث التي قضاها في رئاسة ويجان أثلتيك: "كان لدي دائمًا قائمة تضم ستة مدربين أو أكثر تقريبًا كنت أتتبعهم طوال الوقت".

وتابع: "لقد راقبت مبارياتهم، ورصدت أسلوب لعبهم، وتم تحليل أداؤهم، ودرسنا كم سيكلفنا ضمهم إلى النادي من الناحية المادية، فيتم تحليل كل شيء حتى قبل أن تصل إلى مرحلة المقابلة، يمكنك إجراء تقييم جيد حول مدى مناسبة هذا المدرب لقيادة الفريق".

 

"ما نوع المدرب الذي تريد التعاقد معه؟"

يقول نيك طومسون، الرئيس التنفيذي لنادي هال سيتي، إن هناك سؤالًا يجب على الأندية الإجابة عليه قبل البدء في عملية تعيين المدرب وهو: "هل تبحث عن مدرب يدخل في شخصية النادي ، أو أسلوب لعبه، أم أنك تبحث عن تعيين مدرب لتطوير وتطبيق إستراتيجيته الخاصة على فريقك؟ الإجابة على ذلك السؤال قد يقودك إلى مرشح مختلف جدًا.

وأكد أن الأندية التي لا تستطيع الإجابة بكل وضوح عن هذا السؤال حتمًا ستواجه مشكلة في المستقبل.

وأضاف طومسون: "هناك العديد من أنواع المدربين، فمنهم المختص بإبقاء الفريق على قيد الحياة لبضعة أشهر، وهناك أخر مختص بتطوير اللاعبين الشباب، وأيضًا مدرب مختص ببناء فريق للمواسم المقبلة".

"وقت الحديث مع المدرب"

بعد وضع القائمة المختصرة لأسماء المدربين، الآن حان وقت المقابلة الشخصية معهم، عادة يتم التحدث إلى ثلاثة أو أربعة مدربين بعضهم بشكل رسمي، والبعض الأخر يكون الحديث معهم بصفة ودية.

يقول شارب "أود أن أقول إنه لا يوجد شيء يسمى بالمقابلة النموذجية، فعندما قابلت بول كوك، كنا ننتظر الحصول على إذن من بورتسموث للتحدث معه، ولكن ذلك الإذن وصل عندما كنا في إجازة، فقام بمغادرة إجازته العائلية في البرتغال للوصول إلى مايوركا مع وكيله وقضينا بضع ساعات نتحدث في حانة بجوار حمام السباحة ".

وقال مايكل جونسون: "ليست كل المقابلات مجرد دردشة فهناك وظيفة معينة تطلبت من أحد المدربين إجراء مقابلة من أربعة أجزاء استغرقت أكثر من يوم.

 

"هل لديك PowerPoint؟"

اشتهر ألارديس بأن فرصته في تعيين سفين غوران إريكسون كمدير فني لمنتخب إنجلترا في عام 2006 قد تضررت بسبب افتقار اتحاد كرة القدم إلى إصدارات باوربوينت.

وكتب ألارديس في سيرته الذاتية "بيج سام": "أردت أن أرى الباوربوينت نظرًا إلى كل التفاصيل، لم يكن هناك شيء مفقود، ولم يكن هناك أحد سوى سيحقق الفوز عليه".

ثم قيل له إنه لا توجد إصدارات باوربوينت في مكان المقابلة لذا فقد قام بتوزيع نسخ ورقية من العرض التقديمي له، فمن المتوقع أن يقدم كل مدير عرضًا تقديميًا مفصلاً خلال المقابلة، حول ما سيقوموا بتغييره وكيف يريدون أن يلعب الفريق، ولا يكفي تقديم أفكار أو وعود غامضة فقط، بل يجب أن يكونوا قادرين على دعمها بحقائق ومعلومات.

فيقول جونسون: "لا يتعلق الأمر بما يقوله المدرب المرشح فقط، ولكن عليك أن تعرف كيف سيقوم بإجراء تحسينات داخل صفوف الفريق، وكيف يلعبون حاليًا، فالمدرب لديه الكثير من العمل الذي يجب أن يقوم به قبل المقابلة".

وأضاف تومبسون: "لقد تحدثت إلى أحد المدربين ولكنه لم يستطع تسمية أي من لاعبينا، فهذه ليست بداية رائعة".

 

"إذا كنت غير متأكد، فأعطي الوظيفة للسيد X"

يقول تومسون: "في كرة القدم، غالبًا ما يكون تعيين المدرب استجابة لكارثة لكن هذا يحدث طوال الوقت".

فإذا كان رئيس مجلس الإدارة أو الرئيس التنفيذي يجلسون أمام مارك هيوز، لبضع ساعات، على سبيل المثال، يمكن أن يكون من الصعب عليهم عدم رؤية لاعب الوسط في الثمانينيات والتسعينيات والذي كان بطلًا لهم، ولهذا السبب لا تزال الأسماء نفسها مرتبطة بوظائف التدريب طوال الوقت".

وتابع: "أيضًا، يمكن أن يكون لديك مدرب جيد، ولكنه ليس مناسبًا لناديك، فهذا هو الخطأ الذي غالباً ما تقع فيه الأندية".