تحليل الأسيوطي: شوط أول للنسيان .. وأهلي "إنبي" غير أهلي "الأسيوطي"



لم يظهر النادي الأهلي أمام الأسيوطي بنفس الشكل القوي الذي ظهر عليه أمام إنبي في لقاء السبت الماضي بالدوري، يعود هذا لدرجة كبيرة للفارق بين الفريقين.

المنطقي ألا يواجه أي فريق للنادي الأهلي بدفاع متقدم وضغط عالي، وهو ما فعله الأسيوطي ومدربه علي ماهر، على عكس إنبي الذي اعتمد مدربه إيهاب جلال على الأمرين وبالتالي أوجد مساحات كبيرة في دفاعاه ووسط ملعبه.

بالشوط الأول تمكن الأسيوطي من احكام قبضته على وسط الملعب، لعل سوء الضغط من قبل لاعبي الأهلي أول السبب، فوسط ملعب المارد الأحمر لم يكن قادر على الضغط على حامل الكرة مع الحرص على غلق والمراقبة لأقرب الحلول بالنسبة له.

الأمر الثاني هو قدرة لاعبي الأسيوطي على التمرير والاستلام والتسلم وذلك عن طريق وجود لاعبين يتمتعون بمهارة جيدة مثل محمود شيكا وسعيد مراد ومحمد عنتر.

ولكن على الرغم من الاستحواذ لفريق الأسيوطي الا أن اختراق دفاعات الأهلي التي حدثت بضعة مرات كانت بسبب المهارة الفردية للاعبيه وليس للعب الجماعي، وبالتالي إذا تمكن أحد لاعبيه من دخول الـ18 دائماً ما كان يجد نفسه وحيداً وسط لاعبي الأهلي وبالتالي لم يصل أي اختبار حقيقي على شريف إكرامي.

كذلك عانى الأهلي طوال الشوط الأول وفي بعض الأوقات بالشوط الثاني من تمريرات خاطئة كثيرة أهدت الاستحواذ لفريق الأسيوطي الذي اعتمد كثيراً على التمرير بدون ملل في وسط الملعب، وبالتالي غاب عن الأهلي ما أراد القيام به الشوط الأول وهو الاستحواذ وضغط الأسيوطي أمام منطقة جزائه.

في الشوط الثاني اختلف سيناريو اللقاء، فالأهلي تمكن بالفعل من الضغط الصحيح على لاعبي الأسيوطي، عبر اغلاق الحلول أمام حامل الكرة وبالتالي ظهرت أخطاء الأسيوطي في التمرير ليصنع الأهلي بعض الفرص التي كان بإمكاننا احراز منها أكثر من هدف.

وعلى الرغم من أن عبد الله السعيد لا يؤدي في الطرف الأيسر بنفس قوته إذا شارك بعمق الملعب الا أنه تمكن من احراز الهدف الوحيد من مهارة أكثر من رائعة، مهارة كنا نادراً ما نراها من السعيد بالآونة الأخيرة.

ولعل السعيد يمر بفترة جيدة على الصعيد الفني، فبعد عودته من الإصابة تمكن من الظهور بشكل فني وبدني جيد، لنأمل في أن يستمر صانع ألعاب الأهلي والصعود بمستواه الفني بالمباريات المقبلة.

ولعل أبرز ما يجب على الجهاز الفني توفيره للحفاظ على مستوى السعيد هو البديل المناسب، حتى لا يشعر السعيد أنه "ضامن" مركزه – مثلما تحدث الجهاز الفني – وبنفس الوقت الدفع بهذا البديل حتى لا يعاني عبد الله من الاجهاد بسبب ضغط المباريات.

وفي ظل عدم التزام صالح جمعة لا أرى أي لاعب قادر على لعب بنفس مركز عبد الله سوى أحمد حمدي، لعله مازال صغير السن ولكنه عندما لعب ظهر أنه يمتلك لمسة جيدة وربما سيظهر بشكل أفضل إذا حصل على فرصة وتواجد مع الفريق الأول في المباريات.

قبل الإصابة التي عانى منها سعد سمير لم يتمكن المدافع الدولي من إيقاف الخطورة الفردية التي أحدثها محمود شيكا بالشوط الأول، فلاعب الأسيوطي مر من سعد أكثر من مرة وتمكن من التوغل لداخل الـ18 ولكن لسوء تمركز الأسيوطي مرت الكرات بسلام على مرمى الأهلي، ولكن على سعد التنبه ألا يحدث مثل تلك الأشياء بالمستقبل فليست كل خطوط الهجوم التي سنقابلها ستكون مثل الأسيوطي.

كذلك استمر وليد أزارو في تقديم نفس المستوى الفني المعروف عنه بالمباريات الماضية أمام الأسيوطي، لتبقى المهمة الأساسية بالنسبة له تحسين استلامه للكرة تحت ضغط ومهارة التمرير، فلا يصح أن يهدر مهاجم الفريق الأول الكثير من الكرات من تمريرات سهلة.

من الواضح أيضاً أن باكاماني يمتلك مهارة وسرعة ولكنه قد يتسم بعض الشيء بالرعونة، وهو أمر يضيع المهارة التي يمتلكها أي لاعب كرة قدم وبالتالي عليه محاربته وبذل كل ما لديه على أرض الملعب.

بالشوط الأول أخرجنا سعد للإصابة ودفعنا بنجيب، وبالتالي تبقى تبديلين فقط للبدري، ليفضل المدير الفني الدفع بباكاماني بدلاً من مؤمن زكريا الذي يعاني من انحدار في مستواه الفني بالفترة الماضية، ولكنه أبقى على التبديل الثالث حتى الدقيقة 91 وهو أمر غير منطقي.

تبرير البدري حتى بالمؤتمر الصحفي كان لإضاعة بعض الوقت! ليبقى السؤال هل هكذا أصبحنا نلعب أمام فريق بحجم الأسيوطي؟ كذلك هل كنا في حاجة ماسة لأحمد الشيخ "مثلما أكد البدري سابقاً عندما كان الشيخ بالمقاصة" للدفع به لإضاعة بعض الوقت؟

بالنهاية علينا ادراك حقيقة أن الأهلي الحمد لله أفضل من فرق الدوري، ولا يجب علينا الانسياق وراء الفوز بالدوري والجزم أننا أصبحنا أفضل من ذي قبل، فنحن قدمنا نفس الأداء بالبطولة المحلية الموسم الماضي ولكننا لم نقدم نفس المردود بالبطولة الافريقية.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا