أزمة الأهلي الفنية .. ازارو-اجايي وباكامني الذي لا تخطئه العين



لم تكن مباراة النادي الأهلي امام فريق الترجي هي القشة التي اظهرت مشاكل الفريق الفنية بالطبع ولكن مع المواعيد الكبري تزيد حدة الغضب والاحباط.

قبل انطلاق الموسم الحالي لم يكن يشغل جماهير النادي الأهلي شئ اكبر من كيفية تعويض المدافع الدولي أحمد حجازي الذي رحل الي صفوف فريق ويست بروميتش البيون في الدوري الانجليزي ليقع الجهاز الفني في ازمة تعويض المدافع الذي سيكون بالتأكيد من الصعب ايجاد البديل المناسب له نظراً لامكانيات المدافع المتميزة والتي من المؤكد انها لا توجد بكثرة في السوق المحلية.

انتهت مباراة النادي الأهلي امام الترجي بالتعادل الايجابي بهدفين لكل فريق وبالتأكيد مع خطأ شريف اكرامي الغير مقبول كان الهجوم صوب حارس المرمي ولكن لم يغيب عن الجمهور الهجوم علي وليد ازارو المحترف المغربي في الفريق ولكن بشكل متباين.

ماذا تحتاج قبل من تحتاج:

قد تجلس مرة اخري مع هدوء اعصابك لتشاهد مباراة الأهلي امام الترجي لتخرج بتقييم مختلف عن وليد ازارو مهاجم الفريق عن التقييم الذي جاء بعد نهاية المباراة مباشرة، بل ظهر بالفعل تباين كبير في الاراء حول المهاجم المغربي، بالطبع هناك الاصوات التي ترفض مهاجمة ازارو وتطالب بالصبر عليه ولكن هناك من شاهد ان المغربي قدم بالفعل اداء متميز في اللقاء.

وهنا تأتي المشكلة الاكبر والسؤال الذي لم يجيب عليه حسام البدري او حتى علاء ميهوب الذي تابع اللاعب في صفوف فريق الدفاع الحسني الجديدي، مذا نحتاج قبل من نحتاج.

لا يبدو من المنطقي ان تذهب للتعاقد مع اللاعب "الفلاني"لأنه فقط اللاعب "الفلاني"، بالتأكيد احتياجات الفريق هي الفيصل وبالطبع لابد وان تكون مواصفات اللاعب ومدي قدرته على الدخول في الشكل الفني للفريق هي العامل الاهم في عملية البحث.

لذلك إذا قمنا بتناول الامر من تلك الزاوية لن نقوم بمهاجمة وليد ازارو، قد يبدو ذلك غريباً ولكن بالفعل اللاعب قام بتقديم كل ما يستطيع تقديمه في المباراة حتى الفرص الضائعة تلك هي جزء من امكانيات اللاعب، فمنذ اللحظة الاولي يصلك ذلك الاحساس بالتأكيد.

هناك العديد من الاشكال المختلفة للمهاجمين، وبالنسبة لفريق الأهلي لم يكن وليد ازارو هو الشكل المناسب للمهاجم المنشود، لم يكن الامر مجرد تعجل في الحكم علي المهاجم بل بالتدريج سيقوم المغربي بالتسجيل وتقديم اداء أفضل حتي مما قدمه ولكنه لن يكون الاداء المطلوب فنياً لمساعدة الفريق.

ماذا عن لوكاكو؟

في الشكل الفني لفريق النادي الأهلي كان لابد من ان يقوم الجهاز الفني بالبحث عن مهاجم يكون مهتمه الأولي هي تسجيل الأهداف، بل وتسجيلها بغزارة، في الكرة الحديثة لا يكتفي المهاجم فقط بتسجيل الأهداف ولابد ان يساهم في صناعة اللعب كجزء اقل اهمية من الواجب الاهم والاكبر وهو وضع الكرة في الشباك.

إذا كان هذا هو الشكل الأفضل للمهاجم الذي يحقق الافادة الفنية القصوي لفريق النادي الأهلي بشكله الحالي فلماذا تم التعاقد مع وليد ازارو اذن؟ تلك المواصفات لا تتوفر في اللاعب بالتأكيد، فبعد أكثر من مباراة لعبها مع الشياطين الحمر كان من الواضح انه يمتلك مخزون بدني رائع وسيخرج خارج مناطق الخطورة في الكثير من اوقات المباراة ليس فقط للمساندة الهجومية وصناعة اللعب ولكن لان مواصفاته هو المهاجم البدني القادر على الركض لمدة 90 دقيقة تقريباأكثر منه المهاجم القناص.

لوكاكو انضم لمانشستر يونايتد الانجليزي ومن الواضح ان اللاعب يملك من القوة البدنية والقدرة على التحرك ومضايقة المدافعين بتحركاته طوال التسعين دقيقة بشكل مزعج لاي دفاع، والمميز في اللاعب انه يساهم بشكل مميز في صناعة اللعب وصناعة الفرص لزملائه.

يخرج المهاجم البلجيكي من منطقة جزاء الخصم ليقوم بالسقوط في وسط الملعب لساعد في بناء الهجمة ولكن من الصعب ان تجده خارج تمركزه الهجومي في وقت وصول الكرة الي مناطق التهديف، لانه يمتلك اولاً السرعة اللازمة للسقوط ثم الارتداد الهجومي المناسب والتحرك الذكي الذي يملكه المهاجم بالفطرة وهو ما يضعه في أكثر المناطق المناسبة لتسجيل الأهداف، وعندما يأتي دوره في التسجيل سيقوم بذلك في اغلب الفرص وهو ما جعله يسجل خمسة اهداف في خمس مواجهات بالدوري الانجليزي مع الفريق وهدف في لقاء بدوري الابطال.

ولان الكرة الحديثة تلزم المهاجم بالتحرك للهروب من الرقابة والمساهمة في انتاج مساحات لزملائه قام لوكاكو باداء هذه المهمة ايضاً على شكل مميز فصنع 8 فرص مناسبة للتسجيل لزملائه فجمع اللاعب الميزة الاولي والاهم وهي التسجيل من الفرص المتاحة امامه والميزة الثانية هي المساهمة في صناعة الهجمة والميزة الثالثة وهي صناعة الفرص والاهداف لزملائه.

هذا هو الشكل الامثل للمهاجم الذي يحتاجه النادي الأهلي، ليس لوكاكو بنفسه بالطبع، ولكن نفس المواصفات التي تؤهل المهاجم للتسجيل من الفرص المتاحة لحسم المباريات التي لابد من حسمها بهدف واحد في موقف واحد لا يتكرر كثيراً في خلال المباراة، والسقوط للمساهمة في صناعة الهجمة وسرعة الارتداد الهجومي والتواجد في مناطق التسجيل، وهي تلك الامكانيات التي لا تتوفر في اللاعب المغربي.

يمتلك اللاعب جهداً بدنياً رائعاً ولكنه -رغم سرعته- لا يستطيع الارتداد نحو مناطق التهديف المناسبة والتي لابد وان يتمتع بها المهاجم القناص الذي عليه ان يتوقع ويتخيل شكل الهجمة واين ستذهب الكرة للتسجيل، ولا يمتلك القدرة على اقتناص الفرص وأكثر ما يظهر بوضوح ان اللاعب سيضيع أكثر بكثير مما سيسجل.

ولذلك لماذا تم التعاقد مع اللاعب الذي لا يمكن ان ننكر انه مجتهد للغاية، ولكن هل يكفي الاجتهاد والمجهود البدني المميز لان يدفع النادي الأهلي أكثر من 25 مليون جنية للتعاقد مع لاعب أجنبي لابد وان يقدم الفارق والا ما الضرورة لكل تلك الاموال التي دفعها الفريق، ولا يمكن ان يتعاقد الأهلي مع "مهاجم" بتلك الملايين الكثيرة للغاية لكي يقوم بتقديم مجرد مجهود بدني فقط ويكون بعيداً عن التمركز المناسب للتسجيل في الكثير من المواقف.

فعندما تشاهد المجهود المبذول من اللاعب امام الترجي تدرك انه قدم كل ما يملك بالفعل، وهنا تكمن الازمة الاكبر، فاذا قدم اللاعب اداء قوي ولكنه لم يكن كافياً لصناعة الفارق وقيادة "هجوم" الفريق للتسجيل وفي أكثر من مباراة شارك بها فبالتأكيد اللاعب لم يكن هو الخيار الافضل للتعاقد معه وبالتأكيد مقابل ذلك المبلغ المالي الكبير.

وهنا علينا ان ندرك ان تحديد ماذا نحتاج في قدرات ومواصفات المهاجم اهم بكثير من تحديد من نحتاج حتى نتحرك للتعاقد معه، وكان علي المدرب ان يعلم ان مواصفات ازارو غير مناسبة للفريق الذي يمتلك أفضل صناع اللعب والاجنحة في الكرة المصرية فبالتأكيد مهاجم قناص كان سيفيد أكثر، وان كان البدري يعلم تلك المواصفات جيداً قبل التعاقد مع اللاعب فتلك هي ازمة اخري ولكنها بالتأكيد أكبر بكثير من مجرد تعاقد غير مناسب.

لا يمكن ان نجزم بأن اللاعب لن يتطور ولكن تطور اللاعب سيكون في نفس المواصفات والقدرات التي يمتلكها بالفعل وهي التي نري انها لا تناسب الفريق بالقدر الكافي والامثل فنياً ليكون طاقة مهدرة في غير مكانها.

اجايي وتوظيفه وباكاماني من اول لقطة:

لا يمكن ان ينكر أحد ان اللاعب النيجيري جونيور اجايي لاعب متميز للغاية ويقدم اداء ممتاز مع الفريق في الكثير من المباريات التي يشارك بها، حيث شارك اللاعب مع النادي الأهلي في مركز الجناح وفي مركز المهاجم وصانع اللعب الصريح.

وبعد مشاهدة اللاعب لمدة موسم كامل مع النادي الأهلي يمكن ان نصل لنتيجة تقول ان مشاركته في مركز الجناح او صناعة اللعب هو اهدار لامكنيات متميزة للغاية يمتلكها اللاعب النيجيري في صناعة فرص لزملائه او حتى التسجيل.

يمكن ان يلعب اجايي في مركز المهاجم لبعض الوقت لكنه لا يستطيع القيام بدور صانع اللعب الصريح -الرقم عشرة- بالتأكيد، كما ان اللاعب جماعي أكثر من اللازم كمهاجم فلابد وان يتمتع المهاجم بالرغبة الاكبر في التسجيل عن الصناعة فتجد اجايي يفضل التمرير في فرص أفضل للتسجيل من الخيار الاخر.

يبقي خيار المهاجم المتأخر قد يكون أفضل مركز للاعب ليكون مطالباً بتسجي عدد من الاهداف ولكنه لا يلقي على عاتقه قيادة خط الهجوم وحده، وكذلك لا يكلفه بصناعة اللعب الصريح بل سيتواجد في مركز أقرب للمرمي من صانع اللعب لمساندة مهاجم اخر بشكل يجيده اللاعب بشكل رائع والتهديف بشكل يناسب امكنياته بدون الاعتماد عليه كمهاجم صريح لديه مهمة أبرز وهي التسجيل فقط وهو-كما اوضحنا- جماعي أكثر من اللازم.

في مركز الجناح يفقد اللاعب الكثير من خطورته ولا يتمكن من الاقتراب من مناطق المساندة بقوة ليساعد المهاجم، كما انه لا يمتلك المهارة الفنية التي تؤهله للمرور بالكرة من لاعب واثنين ورغم سرعته الا انه لا يستطيع التفوق بشكل واضح كلاعب جناح في المساحات، وهو ما تستطيع ان تتأكد سريعاً من امتلاك باكاماني له منذ اللحظة الأولي.

يمتلك اللاعب الشاب القادم من جنوب افريقيا امكانيات الجناح التي لا يمكن ان تخطئها العين من اول لحظة، وهي نفس تلك الامكانيات التي لا يمتلكها اللاعب النيجيري من سرعة وقدرة على استغلال المساحات وسرعة نقل الهجمة بالكرة والسرعة في التحرك بشكل كبير.

ويقع جزء من ازمة النادي الأهلي في الاعتماد على عناصر تمر بفترة انخفاض مستوي -طالت- كعبد الله السعيد او اخطاء في اوقات حرجة كشريف اكرامي ولكن يبقي جزء كبير من الأزمة الفنية التي يمر بها الفريق هي مشكلة توظيف وخصوصاً للثنائي اجايي وازارو الذي لم يكن الخيار الافضل من اجل التعاقد معه في مركز المهاجم.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا