عن أتلتيكو مدريد "الضعيف - الفقير": ألا يملك دييجو سيميوني بديلاً عن الكرة الدفاعية؟



ما الذي يجب ان ننتظره من ديجو سيميوني؟ المدير الفني الارجنتيني صاحب المزاج الحاد الذي جاء ليتولي مهمة الرجل الاهم في الفريق الاسباني العريق اتلتيكو مدريد.

عندما تعاقد اتلتيكو مدريد مع ديجو سيميوني المدير الفني الارجنتني ليتولي قيادة الفريق ترقب الجميع المدرب الذي خاض تجارب سابقة في الارجنتين كمدير فني مع ريفر بليت واستوديانتس وسان لورنزو.

تجربة ديجو سيموني مع النادي الاسباني بدأت بالفعل في موسم 2013-2014 في ذلك العام تمكن المدير الفني الارجنتيني الذي تولي كل شئ في نادي العاصمة الاسبانية الاصغر من صناعة طفرة واضحة في صفوف الفريق.

فبعد موسم انتقالات لم يري احد انه من الممكن ان يتحول الي احدى ظواهر كرة القدم، تعاقد سيميوني مع اربعة لاعبين اضافهم علي قوام الفريق المتواجد بالفعل في صفوف النادي ولم يكلف صيف الفريق الكثير بل ان الاسماء التي تعاقد معها الارجنتيني كانت اكبر بكثير من القيمة المدفوعة مقابل انتقالها للاتلتي.

نهضة الروخي بلانكوس:

 

بمقابل وصل الي 11.5 مليون يورو فقط نجح سيموني في التعاقد مع الهداف الاسباني الرائع ديفيد فيا من صفوف فريق برشلونة مقابل 2.1 مليون يورو وتوبي الدورليد من صفوف اياكس بـ 7 مليون يورو وخوسية خيمنيز باقل من مليون يورو ولحق بهم البرازيلي دييجو من صفوف فولفسبورج في يناير بمقابل وصل الي 1.5 مليون يورو.

بهذة الانتقالات وبتشكيلة كان بها كورتوا كأفضل حراس المرمي بالعالم وديجو جودين وجواو ميراندا واردا توران وديجو كوستا وجابي استطاع المدير الفني الارجنتيني اقتناص لقب الليجا عن جدارة واستحقاق من بين انياب برشلونة وريال مدريد بسيناريو يستحق الخلود في كتب التاريخ بالليجا الاسبانية.

ولم يكتفي بذلك بل وصل الي نهائي دوري ابطال اوروبا امام الغريم الاكبر ريال مدريد ملكي العاصمة الاسبانية ليخسر البطولة بسيناريو درامي ولكن سيميوني ارسل للعالم رسالة مفادها ان اتلتيكو قد عاد بتجربة جديدة الي منصات التتويج.

في الموسم التالي موسم 2014-2015 انفق سيميوني اكثر من 110 مليون يورو علي الانتقالات 8 صفقات كان الجانب الاكبر منها مقابل انتقال الفرنسي انطوان جريزمان الفرنسي وماريو ماندزوكيتش من صفوف بايرن ميونخ والحارس الذي سيعلوا نجمه اوبلاك وصفقات اخري لم تترك نفس التأثير.

حقق مدريد المركز الثالث في الدوري الاسباني وودع مسابقة دوري ابطال اوروبا من دور ربع النهائي ومن نفس الدور غادر مسابقة كأس الملك في نجاح اقل بكثير مما حققه في الموسم الاول ولكن ظل فريقه من ضمن الاندية التي اصبحت في مصاف الكبار.

في موسم 2015-2016 تعاقد الفريق مع 6 صفقات بمقابل وصل الي 80 مليون يورو كانت ابرزها الشاب البلجيكي يانيك كراسكو المنتقل من صفوف نادي موناكو الفرنسي مقابل ما يقارب من 18 مليون يورو.

ووصل الفريق الي نهائي دوري ابطال اوروبا وبشكل اعجازي استطاع الاطاحة بحامل اللقب نادي برشلونة من البطولة بعد ان تعادل معه في ملعب العملاق الكتالوني ثم هزمه في ملعب فسينتي كالدريون بهدف نظيف ثم عاد وحقق الفوز علي العملاق البافاري بنفس النتيجة بمعقله بمدريد ثم هزم بهدفين مقابل هدف ليصعد الي المباراة النهائية بمجموع اللقائين محبطاً لاخر محاولات الاسباني الرائع بيب جوارديولا في تحقيق لقب دوري الابطال مع البايرن قبل مغادرته صوب الجانب السماوي من مدينة مانشستر الانجليزية.

لا تحسب تلك الانجازات لصالح سيموني فحسب فالمدرب يقود فريقه للمباراة النهائية كما انه يعطي برشلونة ومدريد منافسة شرسة بالدوري الذي يتساوي به في الصدارة مع برشلونة بنفس عدد النقاط واكثر بنقطة من المرينجي ريال مدريد مع تفوق البارسا في المواجهات المباشرة وتبقي جولتين فقط علي نهاية مشوار الدوري.

الاروع في مشروع سيميوني هو رغم المقابل المادي القليل في سوق الانتقالات الذي صرفه النادي للتعاقد مع اللاعبين مع ارتفاع المقابل المادي الذي باع به العديد من النجوم الكبار امثال ديجو كوستا وراداميل فالكاو واردا توران الا انه استطاع استقطاب بدلاء وكان اغلبهم من الاسماء الصغيرة.

ولكن الارجنتيني تمكن من تطوير مستوي هؤلاء النجوم الصغار فنياً مما ساهم بشكل مباشر في رفع قيمة الفريق التسويقية لتقترب بشكل واضح من قيمة اندية الصف الاول في اوروبا من الاندية التي اعتادت علي التنافس واحراز الالقاب محلياً وقارياً.

اصبحت قيمة لاعبي فريق اتلتيكو مدريد تصل الي 364 مليون يورو وهو رقم ضخم للغاية يثبت ان قيمة اللاعبين الفنية ارتفعت بصورة واضحة رغم رحيل العديد من الاسماء الكبيرة وجلب العديد من النجوم الصغار مما اثر علي القيمة التسويقية للفريق.

وبمقارنة بسيطة تجد ان القيمة لاندية مثل  مانشستر يونايتد الانجليزي تصل الي 418 مليون يورو وليفربول 366 مليون والارسنال 440 وتشيلسي 495 والسيتي الذي نافس الريال في المباراة الاخري بنصف النهائي 501 مليون.

وتجد ان القيمة التسويقية لاندية مثل بايرن ميونخ تصل الي 521 مليون وبروسيا دورتموند تصل الي 321 واليوفنتوس وصيف النسخة الاخيرة من دوري الابطال وصلت قيمة لاعبيه الي 397 مليون.

ولم يظهر فارق كبير للغاية بين الاندية الكبيرة المتواجده بصورة مستمرة في المنافسات الكبيرة الا في صالح منافسيه المباشرين ريال مدريد وبرشلونة حيث وصلت الي ما يقارب الضعف فالريال وصلت قيمة لاعبية الي 697 والبارسا الي 693 مليون يورو.

اعجاز الارجنتيني وخطوط فنية واشياء اخري:

 

وهنا يظهر الاعجاز الذي قام به ديجو سيميوني واضحاً كشمس الصيف، فالمدرب استطاع مقارعة الكبار والوصول الي نهائي نسختين في دوري الابطال في 3 سنوات فقط بمجموعة من اللاعبين هو المسئول الاول عن تطورهم فنياً ومادياً كقيمة ليرتفع اتلتيكو مدريد ليضم في صفوفه لاعبين العديد منهم ان لم يكن اغلب نجومهم الاساسين من نجوم الشباك بكرة القدم الاوروبية والعالمية.

ولا تعد تلك الارقام التي تم ذكرها هي الدليل الوحيد علي القيمة المضافة للفريق فكدليل اوضح لقيمة مادية وفنية لاندية اخري في درجة اقل كان اتلتيكو يعتبر احدهم تجد ان قيمة اتلتيكو بلباو علي سبيل المثال وصلت الي 141 مليون يورو او فياريال 139 مليون واشبيلية 196 مليون و ليستر سيتي 127 مليون و ستوك سيتي 136 مليون.

الواضح هو الطفرة التي صنعها سيموني بتشكيلة لاعبين صغار الذي تحولوا الي نجوم كبيرة معه في القيمة الفنية والمادية ولذلك استطاع اتلتيكو مقارعة الكبار وصناعة تلك الانجازات والاهم انها كانت صناعة مباشرة من الارجنتيني الذي استثمر في اللاعبين المغمورين وصنع منهم نجوماً كبار واجه بها اكبر واقوي اندية العالم وتفوق علي صعيد النتائج.

اما علي الصعيد الفني والتكتيكي في الملعب يستطيع الكثير الوصول الي استنتاج ان التطور الفني لفريق اتلتيكو مدريد اعطي لمدربه القدرة علي التطور في صعيد التدريب وسيناريو ادارة المباريات فظهر تساؤول اهم، هل طور سيميوني تكيتيكه بالفعل؟

النقطة الاكثر وضوحاً ان الارجنتيني يمتلك فريقاً قوياً بامكانه هزيمة اي فريق في العالم حتي لو كان بايرن ميونخ او برشلونة او ريال مدريد وهو ما حدث في العديد من المناسبات، ولكن سيميوني لم يطور افكاره فنياً كمدرب كما تطور عطائه كمدير مسئول عن كل مشروع اتلتيكو مدريد.

تستطيع ان تري القوة الكبيرة التي وصل اليها الفريق كأفراد وكأنجازات وتطور مستواهم وعطائهم ولكن بقي الاسلوب المتحفظ الذي يميزه الكثير من الاندفاع البدني الذي يصل الي الخشونة في العديد من المناسبات هو التكتيك الوحيد لدي سيميوني ولم يصاحب التطور في الفريق تغييراً علي طريقة دييجو سيميوني علي الاطلاق.

منقذ ايطاليا مرة اخري .. هيلينيو هيريرا يظهر مجدداً:

 

لا يستطيع احد ان ينكر باي صورة ولو بشكل قليل القيمة الاسطورية التي اضافها الارجنتيني علي الفارس الاصغر في العاصمة الاسبانية ولكن الاكيد ان القيمة الفنية التي توفرت بتطورها المستمر في مشروع سيميوني قد اعطت له الكثير من الحلول لكي يطور من اسلوبه الفني.

سيميوني عند بداية تجربته وضح اسلوبه المتحفظ والمرتد السريع الذي يحتوي علي اقل كمية من التمريرات حتي تحقيق الهدف المطلوب واغلب متابعي المدرب ارجعوا ذلك الي القيمة الفنية القليلة للفريق واللاعبين التي يمتلكهم ولكن لم تكن تلك الحقيقة بأي حال من الاحوال.

الاسلوب الفني لسيميوني لم يكن بسبب الامكانيات الفنية المتاحة في لاعبيه بل كان توجه فكري معين واضح للمدرب فالكرة الجميلة هي تقييم نسبي فلا يمكن لاحد ان يضع تقييماً واحداً علي طول الخط لها فمن يتمتع بكرة برشلونة او بايرن ميونخ سيجد اخرون يعشقون الاسلوب الذي يقوم اتلتيكو مدريد بتقديمه مع الارجنتيني وهو الاسلوب الاقل في تركيباته الفنية الهجومية ولكنه في العديد من الاحيان الاكثر فاعلية.

سيميوني الذي وضح بصورة كبيرة انتمائه الي مدرسة بعينها في التدريب فلم تعد الامكانيات الفنية المتوفرة لفريقه هي المبرر الوحيد بل اصبح جلياً ان الرجل في طريقه ليكون هيلينيو هيريرا الجديد، وهو المدير الفني الارجنتيني صاحب الجنسية الفرنسية والاسبانية الذي قاد افضل فترات العملاق الايطالي انتر ميلان محققاً معه لقبي لدوري ابطال اوروبا و3 بطولات للدوري الايطالي ولقبه الكثيرون بمنقذ الكرة الايطالية.

مدرسة الدفاع الايطالية الصرفة صاحبة الواقعية السحرية التي اعطت الكثير من الانجازات للقياصرة منتخبات واندية عادت بشكل واضح مع سيميوني الذي ظهر انه لم يصنع كتناتشو فقط ولكنه صنعها اكثر قوة واندفاع بدني وخشونة من السابقة وحقق بها العديد من النجاحات في 3 سنوات وفي طريقه للمزيد بالتأكيد.

لم تكن تلك الامكانيات الفنية المحدودة او الامكنيات المادية القليلة التي يمتلكها فريق اتلتيكو مدريد هي المبرر الوحيد الذي دفع سيميوني الي الاداء الدفاعي المتحفظ العنيف في كرة القدم، تلك هي المدرسة التي ينتمي اليها الارجنتيني وهي حقيقة لا تقبل الجدال فالمبرر الذي كان من الممكن الاقتناع به سابقاً في بداية مشروع سيميوني مع اتلتيكو اصبح غير موجود وهو الامكانيات المحدودة الفنية او المادية، فما يقدمه الان لا يوجد له اي عوامل او اسباب الا ان المدرب صاحب الانفعالات الحادة احد اعضاء مدرسة هيريرا الايطالية وبالتأكيد سيكون احد الرائدين والمطورين لذلك التكتيك.

سيميوني يتميز بالشغف الشديد والروح العالية التي ميزت الايطالين دائماً وكيف لا والرجل يحمل الجنسية الايطالية كما انه ارتبط عاطفياً بالاسكوديتو الايطالي في وقت اطُلق علي الدوري الايطالي جنة كرة القدم عن طريق انترميلان الذي لعب في صفوفه كما لعب في صفوف لاتسيو قبل ان يعود الي اتلتيكو مدريد مثلما انطلق نحو ايطاليا من صفوفه.

نجاح سيميوني مع اتلتيكو له بُعد واضح في تعلقه السابق كلاعب في صفوف الفريق وهو نفس السبب الذي دفع الظاهرة رونالدو البرازيلي في ان يقول ان عودة سيميوني الي انترميلان كمدير فني مسألة وقت ليس ألا.

" في خلال مسيرتي التدريبية هناك بعض الخطوات الاكيدة التي سوف اخطوها لذلك ان امتلك املاً كبيراً في العودة الي انترميلان في المستقبل، ليس الان انا الان بخير في اتلتيكو مدريد ولكنه موقف انا اتصوره كما فعلت تصورت سابقاً وجودي في اتلتيكو مدريد" ديجو سيميوني.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا