شكراً علاء صادق



شرفت ظهر الجمعة بمكالمة تليفونية من الناقد الكبير د.علاء صادق، تحدث فيها عن مقالي الذي كتبته أول أمس رداً على الأستاذ عبد الرحمن فهمي "للحقيقة والتاريخ... وليس من أجل عبود باشا وحسن حمدي".

أخبرني دكتور علاء في حديثه بأنه قرأ مقالي بالموقع، وشعرت داخلي أن هناك شيء ما خطأ في ما جئت به من تاريخ الكرة المصرية، وعلاء صادق موسوعة أرشيفية وثائقية يشهد له الجميع بالتفرد، وعندما يتحدث عن التاريخ والوثائق لابد أن نستمع، ولهذا كان شعوري بوجود خطأ ما، لكن الناقد الكبير ولأنه كبير بالفعل، بدأ الحديث بالثناء على المقال، وعلى التوثيق الكبير الذي قمت به، بل وحدد أجزاء كثيرة من المقال أهمها خاتمته للثناء على طريقة تناولها، ثم تحدث عن تصحيح تاريخي لواقعة بالمباراة، وكما أسلفت، فعندما يتحدث علاء صادق فلابد أن نستمع لأنه لا يتحدث إلا بالوثيقة والرقم وهما لا يكذبان.

صحح لي علاء صادق الخطأ الأرشيفي لدي والذي يفيد بأن مباراة الأهلي والترام لم تستكمل، فالمباراة استكملت بالفعل، وصحح ما قلته في مقالي بأن الحكم أنذر طلعت ولم ينذر توني، فالحكم طرد توني، كما أخبرني علاء صادق بنص تقرير حكم المباراة حسين إمام بالتفصيل في هذه الواقعة، وما قام به حامل الراية محمد حسن حلمي، وأيضاً أخبرني بتفاصيل أهداف المباراة، وهو ما قمت بتعديله بالكامل في مقالي المشار إليه "للحقيقة والتاريخ... وليس من أجل عبود باشا وحسن حمدي".

ليست المرة الأولى التي يزيدني فيها دكتور علاء من أرشيفه ووثائقه التاريخية للكرة المصرية، ولا أعتقد أبداً أنها ستكون الأخيرة بإذن الله، طالما في العمر بقية.

شكراً جزيلاً د.علاء صادق لاهتمامه بقراءة مقالات أغلب إن لم يكن كل من يكتب على شبكة الإنترنت، وعلى اهتمامه بالثناء على ما يستحق الثناء، وتصحيح ما يراه خطأ تاريخي مهما كان حجمه وتأثيره.

يجرنا الحديث إلى التحدث عن أزمة علاء صادق الحقيقية في المنظومة الرياضية الموبوءة التي نعيش فيها، فالأزمة الحقيقية هي أن علاء صادق أنهى بدرجة كبيرة على وهمين عششا كثيراً في عقول المهتمين بكرة القدم في مصر، الوهم الأول أن الإعلام في مصر "أحمر"، وعلى مدار حلقات طويلة من برامجه عبر قنوات فضائية عدة أثبت علاء صادق وبالأرقام أن الإعلام المصري "Anti-Ahly" وأنه وبالأرقام فعدد الإعلاميين وعدد إصدارات الصحف وعدد برامج الفضائيات المنتمين لنادي الزمالك أضعاف عدد المنتمين للنادي الأهلي وأن أغلبهم تحول إلى مندوب لنادي الزمالك في المكان الذي يعمل فيه ويكتب ويقول فيه ما تمليه عليه إدارة نادي الزمالك.

أما الوهم الثاني وهو التحكيم، فاستطاع علاء صادق بالفعل عبر الفقرة التحكيمية في برامجه أن يقضي وبدرجة كبيرة على وهم أكبر عشش في العقول مؤداه أن خسارة الزمالك للبطولات وفوز الأهلي بها يرجع السبب الرئيسي فيه للتحكيم.

كشف علاء صادق أن التحكيم المصري في تراجع مستمر، وأن الأخطاء التحكيمية كثيرة جداً، للدرجة التي يمكن أن نقول فيها بمتابعة بسيطة للدوريات الأوروبية، أن الأخطاء التحكيمية في مباراة واحدة بالدوري المصري تتعدى أخطاء التحكيم في أسبوع واحد بالدوري الإنجليزي مثلاً.

أثبت علاء صادق بالصوت والصورة أن كل الأندية تجامل بأخطاء تحكيمية بشعة، وكلها أيضاً تظلم بقرارات أبشع، لا فرق بين هذا وذاك، وكل متابع للبرنامج يعرف هذا، لا فرق بين هذا النادي أو ذاك، إلا في استخدام سياسة الصوت العالي.

فالنادي الفائز صامت لا يتحدث عن التحكيم حتى وإن ظلم في المباراة طالما دخلت النقاط الثلاث في رصيده، والنادي الخاسر يظل يبكي من ظلم تحكيمي على الرغم من أنه جومل كثيراً، لكننا دائماً ننسى ما علينا ولا نتذكر إلا ما لنا، والصريخ والصوت العالي هما السائدان.

والمضحك والمخزي في آن واحد، أن من كان يريد الرد على علاء صادق كان يترك ما يقوله بالوثيقة والصورة ليتحدث عن ألفاظ حادة يتحدث بها ويضمن بها حديثه، فلم أجد حكماً من الذين انتقدهم خرج ليقول له "أنت على خطأ يا علاء يا صادق فاللعبة التي تحدثت عنها ليست تسللا أو ليست ضربة جزاء أو او أو"، حتى الإعلاميين المنتمين لنادي الزمالك لم أجد أحدهم أتى بنفس الألعاب التي تحدث عنها علاء صادق وسأل عنها خبيراً تحكيمياً آخر، فقط تفننوا في ذم علاء صادق، واستضافة الفاسدين من الحكام السابقين وأنجالهم وتلاميذهم في برامجهم الفضائية، لم يردوا فنياً على علاء صادق، بل هاجموه وسبوه وهم الراسبون في كل اختبارات الإتحاد الأفريقي الجادة، والناجحين في اختبارات المجاملة بالإتحاد المصري لكرة القدم.

في يناير الماضي تناقشت عبر الهاتف مع كابتن محمد حسام الدين الحكم الدولي السابق والمحاضر الدولي، وكانت له ملاحظات عديدة حول طريقة نقد علاء صادق للحكام، لكنني سألته:"ماذا لو نحينا الألفاظ التي تعترض عليها في حديث علاء صادق جانباً وكأنه لم يقلها، وتحدثنا عن لقطات الأخطاء التحكيمية التي يتحدث عنها؟"، فكان رد الكابتن محمد حسام الدين:"علاء صادق عنده كل الحق وما يأتي به من لقطات لأخطاء تحكيمية صحيح مائة بالمائة"، وما أقوله شهادة يحاسبني عليها الله.

أزمة علاء صادق أنه أنهى وبدرجة كبيرة على أوهام عششت في العقول، فكيف يتركه الإعلام الفاسد المتلون المنتمي؟، للأسف الفساد طال كل مكان بالمنظومة، لكن دولة الظلم ساعة... ودولة العدل إلى قيام الساعة.

 

الأكثر قراءة

الأكثر قراءة

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا