يتعامل حكام مصر مع التحكيم على أنها شغلانة زيادة جنب الوظيفة الأساسية لزيادة الدخل المادى، وأهى حاجة تعين على المعايش، والدنيا نار وغلا، وأهى برضو شغلانة أهون وأحسن ـ فى رأيهم ـ من سواقة تاكسى بعد الظهر أو السرحان بأمشاط وفلايات وبواكى نعناع فى الأتوبيسات!

فى نهاية الموسم الماضى وبعد ما فعله حامل الراية (ضياء السكران) فى مباراة الأهلى وحرس الحدود، ورايته المتبرية منه ضد الأهلى طول الوقت، حصل الرجل على شهرة غير مسبوقة فى مصر بعدها، وكان لى نصيب حوار هاتفى معه!

الصراحة كان الرجل مؤدباً جداً ولم ينكر العك اللى عكه طول الماتش، لدرجة إنه صعب عليا جداً، خاصةً وهو يطالب الناس والإعلام بمراعاة كون الحكام بشراً يقعوا تحت ضغوط الحياة أو الإجهاد أو أية ضغوط أخرى!

قلت لنفسى جايز مكانش يومه يا أخى، وبصراحة مكنتش أعرفه من قبل كدة، وتخيلت إنها جات معاه كدة فى هذا اللقاء وخلاص، إلى أن ظهر مجدداً بنفس الوجه ونفس الراية ونفس التصرفات فى مباراة الإسماعيلى لدرجة إنه كان الحكم الوحيد فى العالم اللى حسب تسلل على لاعب قبل أن يعبر منتصف الملعب، فكرت فى الاتصال به لأعرف أعذاره هذه المرَّة، إلا أنى خشيت أن أسب له أو ألعن سلسفيله بعد تكرار نفس الفيلم الهابط والذى يدل على أن ما فعله لم يكن أخطاء أو سهواً أو سوء حظ وإنما هوة دة مستواه، وإنه بالعربى بيشتغلنا!

منذ يومين ـ وسامحونى على الذكريات القريبة والبعيدة ـ سمعت اتصال من حكم درجة ثانية بأحد البرامج، تقريباً برنامج الدكتور الإعلامى الشهير (توفيق عكاشة) على قناة (الفراعين) وهو يشكو ـ الحكم مش (توفيق) ـ من عدم الحصول على مستحقاته مؤكداً أنه يشتغل فى وظيفة فى مصنع تقريباً ويحصل على 600 جنيه فى الشهر، ويتحصل من التحكيم على مبالغ أخرى تعينه على الحياة!

يعنى من الآخر التحكيم دة شغلانة على الرف كدة، وبالمناسبة دى أرشح الدكتور (عكاشة) لتولى رئاسة لجنة الحكام، واحد يقول لى هو التحكيم ناقص؟ أقول له يعنى هو (عصام صيام) اللى فالح أوى؟ ماهو مخلى كل الحكام شبهه وشبه (توفيق عكاشة)، وأهو (عكاشة) ياخد فرصته جايز يصلح الأحوال، ولو خربت يا سيدى ماهى خرابة فى الأصل، قال هايسخطوك يا حكم هايعملوك إيه؟!

فى الحقيقة والواقع أن ما يحدث من أحوال التحكيم خاصةً هذا الموسم، شىء يندى له الجبين زى ما بيقول أساتذتنا الكبار والقدامى فى الصحافة، كان زمان كلمة "شيىء يندى له الجبين" دى كلمة جامدة وبتجيب نتيجة مع العالم، أما الآن فهى كلمة منسية، لأن مبقاش فيه جبين بيندى دلوقتى، علشان محدش بقى عنده دم أصلاً، حكام فاجرين ومجرمين ومشبوهين وجبناء، يرتكب الواحد منهم مجموعة جرائم فى ماتش واحد لا يرتكبها حُكام دورى كامل مجتمعين فى كل البطولة فى بلاد برة، وتجد واحد بإيريال طالع يدافع عنهم ويقول لك الحكم بشر، وهى سبة فى جبين البشر أجمعين، أن يكون البشر حكم مصرى، فالحكم المصرى دة صنف تانى ملوش علاقة بالمسميات دى!

زمان الحكم من دول كان يمكن بيتكسف شوية أو يخجل شويتين علماً بإن مكنش فيه يوتيوب يسجل له فضايحه وجرايمه وقراراته المشبوهة التى تؤكد إنه واخد التحكيم سبوبة مادية، والبحر بيحب الزيادة، الآن الحكم عينيه واسعة وبيطلع يرد ويبوَّق ويتبلطج ويتبجح ويقول إنه مش غلطان، أو يقوللك الحكم بشر!

وقلنا وسنقول للمرَّة المليون، ما دام هو بشر، وأخطاء البشرية واردة عنده كدة، فلماذا لا يكون الحكم مرتشياً أو مجرماً أو متآمراً أو ابن ستين فى سبعين؟ أليس بشرياً؟ وأليس هناك دكاترة مرتشين؟ ومهندسين متآمرين؟ وسياسيين ولاد كلب؟ اشمعنى الحكام يعنى اللى كل واحد يطلع يقوللى مستحيل يتعمدوا؟ ما هو ترسونا على بر، يا إما تتمسكوا بكونهم بشر فيه منهم العادى وفيه منهم ابن الكلب، يا إما تعترفوا إنهم مش بشر وتخلصونا!

يظل الحكم من دول يشكو وينوح ويقوللك مش بناخد مستحقات، مستنيين منا إيه؟ وتفاجئ به لما يروح يختبر لا عارف يجرى ولا عارف يحكم وكرشه قدامه مترين ومش عارف إيه راجع ورا سبعتاشر متر، ويرجع من برة قفاه يقمر عيش وفاضحنا وجايب لنا الكلام من اللى يسوى واللى ميسواش، وينزل الملعب هنا عامل فيها (عنتر) وسبع البرمبة لما يشوف قدامه جمهور محترم وإدارة عاملة فيها بنت ناس ومش بتتكلم، أما لو نزل وخد الطريحة من الجمهور من وهو بيسخن، تلاقيه كدة زى (ياسر عبد الرؤوف) فى ماتش المحلة، ركبه بتخبط على الجيران، يحسب عليك جول من لمسة يد، ويعمل فيها هندى لما يدخل جول لصالحك ويروح واخد بعضه وطالع يجرى ولا أجدعها حرامى فى مولد، واللا (محمود عاشور) لو نازل يحكم ماتش للزمالك، الابتسامة، والضحكة والغمزة واللمسة تقولشى مضيف طيار يا اخواتى؟ وهوب شيكابالا يرزع الواد بالقلم، يروح حاسب بلنتى للأسمرانى الجميل، طبعاً ماهو العمر مش بعزقة!

وتلاقى الحاج (سمير محمود عثمان) يغرقك فى بتروجيت ويحسب جول أوفسايد ميحسبوش غير حكم أعمى أو حكم مرتشى هو والمساعد بتاعه، وبعدين يسجد سجدة شكر على الانفراجة المالية بعد المباراة، ولا حوجة لاتحاد الكورة وملاليمه!

وُخد عندك الحاج (حمدى شعبان) اللى كان عامل لنا فيها (أحمد عز) الممثل أيام النظام القديم، ودلوقتى عمل لك فيها (شيخ) ودى حاجة بينه وبين ربنا معترضناش، بس المفروض يحكم بما يرضى الله ويعمل بالدقن اللى رباها، الدين المعاملة يا مولانا، مش الظلم واحتساب ضربات جزاء غلط على الأهلى فقط فى ماتش المقاصة، والتغاضى عما هو لصالح الأهلى لأنه مؤدب وجمهوره محترم، ومعندوش مدير كورة ولا مدرب يقفوا يسبوا الدين على الخط زى (حسام وإبراهيم) ما عملوا معاك يا حجيجة، ألا صحيح هو خروج الصفارة لإنهاء المباراة أثناء انفراد (محمد بركات) بالمرمى ينقض المكافأة؟!

واللا (جهاد جريشة) اللى بيقولوا عليه قطة مغمضة، وتلاقيه مع لاعيبة الأهلى شغال إنذارات زى الموس عامل لك فيها مُحضر محكمة فى أول التعيين، ومع لاعيبة الإسماعيلى فى نفس الماتش يقوللك لم يستدل على العنوان، نفس نظام المُحضرين بتوع المحاكم لما تغمزه بسيجارة أو ورقة بخمسة.. فعلاً المعايش صعبة!

إن خطايا الحُكام هذا الموسم ضد الأهلى بالذات ولوحده ـ حلوة إن خطايا دى ـ يُمكن أن تُدرس فى كتاب "كيف تصبح (قُرنى)" أو "كيف تصبح مليونيراً" ولو كان الحكام يعانون من مشاكل مادية وعدم حصول على مستحقاتهم، وهذه المعاناة بتنقح عليهم أوى فى ماتشات الأهلى بالذات، فيمكنهم ترك مهنة التحكيم غير مأسوف عليهم وإن كنت أشك فهم قادرين على تسليك الأمور المادية بمبالغ أكبر وأقيم من مكافآت اللجنة الهزيلة، وفى هذه الحالة ممكن يشتروا تاكسيات بالقسط أو يسرحوا بترمس على الكورنيش، واللى مش عاجبه يشتغل فى القصب أهو الموسم بتاعه بدأ.. ولو عمل فيها مستغنى أوى وعنده ثروة وواخد التحكيم تسالى زى ما قال واحد صاحبنا قبل كدة.. فالقصب برضو موجود سواء كان بيحب يشرب أو بيحب يمُص!

 

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا