خلّص علينا يا شيكا



بالرغم من سعادة الكثير من جمهور الكرة المصري لتلقي شيكابالا عرض احتراف في توتنهام هوتسبرز الإنجليزي أملاً في رؤيته في أحد أقوى الدوريات العالمية كما نشاهد تألق المحمدي مع ساندرلاند.فإني أختلف في وجهة النظر هذه بل على العكس أرى أن احتراف شيكابالا "سيخلص على سمعة الكرة المصرية" في انجلترا. والسبب هنا ليس نابع لأنه لاعب في الزمالك، بل لأن سوابق اللاعبين المصريين ومنهم لاعبين في الأهلي أعطت ذكريات سيئة للجمهور الإنجليزي مع المحترف المصري.

وللحياد فأن حسام غالي وعماد متعب شاركا مع عمرو زكي وميدو في هذا. فحسام غالي كان لاعباً في الفريق ذاته الذي يرغب في شراء شيكابالا وكان يؤدي بشكل ممتاز ويلعب اساسياً في مباريات ويشارك من على الدكة في مباريات أخرى. لكن "غلطة الشاطر بألف" وبعد رميه لقميص الفريق بعد اخراجه من قبل مارتن يول بدأ حسام في رحلة العودة من احترافه.

الأمر ذاته تكرر مع عمرو زكي وويجان، حيث بدأ البلدوزر المصري أفضل بداية لأي مهاجم بتسجيله في كل المباريات وتصدره طليعة المانشيتات الرئيسية للاعلام الانجليزي حتى أصبح زكي مطمعاً للفرق الكبرى التي رأت فيه مثال رأس الحربة الفتاك.

ولم تمر أسابيع حتى بدأ "الدلع" الذي اعتاد عليه اللاعبون في منظومة كرة القدم المصرية فكان اللاعب يغيب مع كل استدعاء من المنتخب أكثر مما هو مفترض وبدأ الأمر يتكرر مرة تلو الأخرى حتى استغنى ويجان عن فكرة شراء اللاعب ولم يعد يشارك خاصة مع انضمام ميدو للفريق والذي اعتقدت عبره الادارة ان اللاعبين سيشكلا ثنائي متفاهم بدون معرفة سوابق "الدويتو" في مباراة السنغال ومعسكرات المنتخب.

وميدو الذي أخذ اندية انجلترا كعب داير بداية من توتنهام مروراً بميدلزبرو وويجان نهاية بويستهام يونايتد الذي إعتبر اللاعب أرخص صفقة في تاريخ البريميير ليج الانجليزية ولم يشارك ميدو الذي كان وزنه ولياقته غير لائقة.

وانتهت القصة بمشكلة عماد متعب مع بريستول سيتي والذي وقع اللاعب لقيده في الفريق قبل أن يكتشف ما اكتشفه فتحي بأن المرتب لا يعني أن هذه الرقم هو ما سيدخل في حسابك البنكي لكن نصفه بعد خصم الضرائب. واعتلت القضية مانشيتات الاعلام بأن التعامل مع المحترف المصري أصبح أمراً غير محبب بعد كل هذه التجارب.

ويستثنى من القاعدة أحمد المحمدي بالرغم من سؤال مديره الفني عن المخاطرة التي يتخذها بالتعاقد مع لاعب مصري فأجاب..."المحمدي ليس لاعباً في الأهلي أو الزمالك..وهو ما يجعل ادارته أمراً أسهل بكثير من زكي وغالي وميدو".

فلنا أن نتخيل شيكابالا بتاريخ مشاكله وأزماته الاعلامية والإدارية والجماهيرية وعدد الإيقافات التي نالها اللاعب ومشاكله مع زملائه في الفريق وفي المنتخب..كيف سيتعامل مع الكرة الحقيقة والمحترفة بكل معنى الكلمة؟

شيكا اعتاد ان يكون هو النجم الأوحد و"الفرخة بكشك" عند الزمالك وكما قال جوزيه عندما عاد للأهلي بأن يكفي أن تراقب شيكا فيتوقف الزمالك عن الانتاج وهو ما حدث في الدور الثاني عندما نفذ المدربين المنافسين هذه الفكرة ليخسر الزمالك المباراة تلو الأخرى. شيكا اعتاد على الخطأ تلو الآخر بدون مسائلة وكان تهديده الدائم بأنه سيرحل عن الفريق وهو ما حدث منذ أسابيع عندما هدد بالرحيل مرة عاشرة.

قد أكون مخطئاً لكن الوقائع والمعطيات تقول بأن شيكا اذا تم احترافه سيعود بعد مدة قصيرة بعد أن "يخلص علينا" في انجلترا، فهو كغيره من اللاعبين المصريين يفتقروا الى ثقافة الاحتراف والالتزام بالمواعيد والنظام الغذائي والفني، كما يفتقر الى تحمل الانتظار على الدكة طويلاً وهو من تجبر جماهير الزمالك أي مدير فني في اشراكه حتى لو كان "برجل واحدة".

يتوجب على الاتحاد المصري "الفاشل" وضع نظام للاعب المصري المحترف في الخارج، فعليه أن ينهي قبل سفره محاضرات مكثفة عن كيفية التصرف في الخارج ومعنى الاحتراف وضبط النفس واحترام الفريق والالتزام بالأوامر بالاضافة الى أهمية تعلم اللغة بشكل سريع ومكثف حتى لا يصبح اللاعب كشاهد ما شافش حاجة.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا