تحليل طنطا: فاتورة البحث عن هدف جميل قبل التعزيز .. ومنطق جوزيه "المقامر" قبل تقييم الشيخ



تعادل مخيب مع أحد الفرق التي كان على الأهلي الحصول على 3 نقاط منها بدون صعوبة، ولكنها تظل مباراة خارج الأرض وسط فترة ضغط مباريات كبيرة، ولعّل المشكلة تكمن في الاستمرار على طريقة لعب معينة والاعتماد على لاعبين بنفس الأدوار.

كذلك استمر الفريق في اهدار فرص سهلة ليصعب عليه المباريات، وهي آفة سيئة باللاعبين، فإذا كان الشيخ أو أزارو أحرزا هدف بالشوط الأول بالإضافة لهدف المغربي لكان اللقاء أخذ مجرى أخر أكثر سهولة.

الأداء غير الجيد يتحمله اللاعبون والمدير الفني، فالبدري عليه تدوير اللاعبين بطريقة تسمح لهم بإظهار إمكانياتهم، كذلك على اللاعبين استغلال الفرص، فأمام طنطا لعل البعض شعر أن اللقاء سهل، لنستقبل هدف غريب ونظهر بصورة غير جيدةً أبداً، ولكن تظل المشكلة مشترك بها اللاعبين والمدرب.

أولاً: اللاعبين:

لقاء طنطا على الورق كان سهل على الأهلي، ولكن اللاعبين صعبوا اللقاء بعدما رفضوا توسيع الفارق خاصة بعد هدف وليد أزارو، وعلى الرغم أننا لم نصنع فرص على مرمى طنطا ولكن وصلنا في ثلاث مرات كان بإمكاننا احراز أهداف قبل أن نستقبل هدف.

فحتى مع اجتماع الجميع على سوء أداء الأهلي الا أننا وصلنا أكثر من مرة بكرات يجب أن تكون في المستقبل أهدا، فرأسية الشيخ وانفراد أزارو بأول ربع ساعة من اللقاء لابد أن تنتهي بعد ذلك لأهداف، فمثلما حدث أمام طنطا لم نكن قادرين على تعويض تلك الفرص وبالتالي فقدنا نقطتين.

كذلك في الشوط الثاني ظللنا نفضل حل التسديد واحراز هدف "جميل" بدلاً من ضمان الفرص، فالثلاثي السعيد وأجايي وفتحي سددوا 3 تسديدات في دقيقتين ولكن دون جدوى، وكان الأجدر استغلال حالة التوهان بدفاع طنطا واحراز هدف ثاني وهو ما لم يحدث، لنستقبل هدف التعادل على الفور بعد تلك التسديدات.

الهدف بكل تأكيد به العديد من الأخطاء، مثل خروج أحمد عادل الخاطئ، والمراقبة غير الجيدة من أيمن أشرف لمهاجم طنطا، ولكن أيضاً وقوف صبري رحيل بدون أي دور أمر غريب جداً، وهو ما يذكرني بدور عبد الوهاب رحمه الله في نهائي كأس الأمم 2006.

ولكن الحكم على كل اللاعبين بالسلب بسبب النتيجة ليس منطقي، فمثلاً باسم علي عاد للمشاركة في مركز الظهير الأيمن منذ فترة كبيرة جداً من الغياب ولكنه تمكن من تقديم مباراة جيدة، وبالتالي ربط مشاركته بالنتيجة سيكون ظالم.

أيضاً الحكم على أحمد الشيخ من تلك المشاركة سيكون قاسي، فاللاعب من الأساس عندما كان "نجم" في المقاصة كان يظهر بصورة جيدة لأن إيهاب جلال اعتمد عليه كصانع لعب حتى وإن كان مركزه جناح أيمن، وهو ما لم يحدث معه في الأهلي في ظل وجود عبد الله السعيد، فالبدري يفضل الجناح السريع وهو ما لا يمتاز به الشيخ، وعلى الرغم من أنه يمتاز بأمور أخرى الا أن طريقة اللعب هذه لن تظهر إمكانياته.

كذلك إذا كنا ننتقد أزارو كثيراً بسبب اهداره للفرص بسهولة، وهو ما حدث أيضاً بانفراد الشوط الأول، الا أنه تمكن من الضغط بشكل صحيح جداً على مدافع طنطا وصناعة فرصة خطرة لنفسه من تمريرة فتحي غير الجيدة، وهو ما يعد الاستغلال الأمثل لسرعته الكبيرة، ولكن المغربي مازال غير قادر على المشاركة بفاعلية كبيرة خارج الـ18 بسبب انخفاض قدراته في التمرير والاستلام.

ثانياً: البدري:

الاستمرار على طريقة واحدة طوال المباريات سيعرض الفريق لصعوبات كثيرة لأن الخصوم سيكون من السهل عليهم توقع طريقة الأهلي، وبالتالي النمطية كثيراً ما تكون سلبية على أي فريق، والنمطية تختلف تماماً عن تثبيت التشكيل، فمن الممكن أن تلعب بأكثر من طريقة وبنفس الوقت استخدام نفس الأسماء.

ولكن مع تغير الأسماء عليك ادراك أن الفريق قد يعاني لأن المستوى ومردود كل لاعب مختلف عن الأخر، فمثلاً طريقة اللعب على طرفي الملعب في وجود الشيخ لابد أن تختلف عن طريقة اللعب في حالة وجود مؤمن، نفس الأمر ينطبق على وليد سليمان.

فالشيخ مثلما ذكرت قادر على صناعة اللعب من الطرف، بينما مؤمن زكريا مثلاً رأس ماله في تحركه داخل الـ18 من الطرف، بينما وليد سليمان مثلاً قادر على المراوغة على الخط، أمثلة عديدة تبرهن أن طريقة طل لاعب تختلف عن الأخر، فكيف إذن التبديل بينهم كلهم والاعتماد على نفس الطريقة؟

كذلك التبديلات لا تضيف كثيراً للأهلي، فما هي الاستفادة من خروج الشيخ ونزول مؤمن زكريا إذا كنا سنعتمد أيضاً على جناح أيمن لن يضيف أي جديد في طريقة اللعب، كذلك غياب حدوث المفاجأة للخصم من التبديلات يضيع على الفريق فرصة التفوق التكتيكي.

فمثلما قال مانويل جوزيه سابقاً أنه في بعض المباريات التي يصاب فيها الفريق بصعوبة للفوز، كان يقدم على تبديل غريب بزيادة عدد المهاجمين مثلاً، ليحدث بعض التوتر في الخصم الذي سيعاني بعض الوقت لفهم طريقة لعب الأهلي، وبالتالي إعطاء تفوق تكتيكي لنا على حساب الخصوم.

ولكن هل يقوم البدري بهذا الأمر؟ الإجابة لا، فالتبديل الأول والثالث كان تبديل "مركز بمركز"، ليخرج الشيخ وينزل مؤمن "جناح بجناح"، وخروج أجايي ونزول باكاماني "جناح بجناح" أيضاً.

أضاف إلى ذلك أن لاعب مثل باكاماني في حاجة لمساحات من أجل الاستفادة من سرعته وهو ما لم يكن موجود مع اقتراب نهاية اللقاء، أضف إلى ذلك أجايي وهو اللاعب الوحيد القادر على الاستلام تحت ضغط وقيادة الفريق للهجوم بفضل قدرته على المراوغة.

وإذا كنا سنحاول التفكير بنفس منطق جوزيه كان من الممكن اخراج باسم علي والدفع بنيدفيد بمركز الظهير الأيمن ليكون باكاماني لاعب أخر في المنطقة الهجومية بجوار مؤمن وأجايي وأزارو، على أن يعود السعيد لوسط الملعب، فكرة كانت ربما ستصيب طنطا بحالة توتر كانت قد تساعدنا في ابراز تفوقنا.

بالتأكيد كان يوجد طرق أخرى لإحداث مفاجئة تكتيكية على أرض الملعب، ولكن البدري دائماً ما يفضل تبديل مركز بمركز، وهو أمر في طياته محبط لأي لاعب يخرج من الملعب، فمعنى هذا التبديل أنك كلاعب لم تؤدي ما عليك، ولكن هل أجايي لم يقدم مباراة جيدة؟

بالنهاية الأداء الذي ظهرنا عليه أمام طنطا ظهرنا به كثيراً حتى بالموسم الماضي الناجح جداً رقمياً، وبالتالي الاتكاء فقط على لغة الأرقام أمر سيقودنا لانحدار في المستوى، ولكن إذا كنا نحكم بالأداء فنحن نعاني منذ فترة كبيرة، حتى قبل تولي البدري!

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا