تحليل الترجي: المعجزة التي تحققت بسبب أخطاء ورطنا أنفسنا بها



لم أصادف الكثير من جماهير الأهلي التي توقعت الفوز على الترجي، وذلك لصعوبة الوضع خاصة وأن الفريق التونسي يعد أحد أقوى الفرق الإفريقية وأحد المرشحين الأوائل للفوز بالبطولة، ليكون الفوز في حكم "المعجزة".

الفوز كان صعب توقعه للعديد من العوامل أهمها قدرة الترجي وامتلاكه للاعبين على مستوى عالي، ولكن أهم سبب هو طريقة سير لقاء الذهاب فخطأ شريف إكرامي في الهدف الثاني بالتأكيد كان له أثر سلبي ليس على الحارس فقط ولكن على العديد من اللاعبين.

ولكن على الرغم من نتيجة الذهاب وقوة الترجي الا أن اللقاء الأول أثبت أن الفريق التونسي لديه نقاط ضعف تتلخص بشكل كبير في طريقة لعبه واعتماده على اللعب بخط دفاعي متقدم لمساندة خطي الوسط والهجوم في الضغط العالي على دفاع الأهلي.

المباراة كان بها إيجابيات كثيرة ولكن أيضاً كان بها سلبيات يجب علينا الوقوف عندها لأن الفوز على الترجي على الرغم من أنه أمر كبير جداً الا أنه مازال في دور الـ8 من دوري الأبطال وبالتالي علينا اصلاح أمور الفريق للمنافسة بالمباريات والبطولات.

أولاً الإيجابيات:

تغير الخطة بالشوط الثاني من 4-2-3-1 لـ4-4-2 وتصحيح الأخطاء كان أهم تغير تكتيكي قاد الأهلي للفوز بالمباراة، وذلك بعد فهم البدري لأزمة الترجي الأولى والأهم وهي صعوبة التصدي للهجمات المرتدة وللكرات الساقطة خلف خط دفاعهم.

الحرية التامة التي حظى بها علي معلول بالشوط الثاني كان له مفعول السحر، وفي ظل تسببه للهدف الأول من خطأ صعب أن يحدث مرة أخرى كان من غير المنتظر أن يتمكن الظهير الأيسر من العودة والظهور بالشكل الرائع في الشوط الثاني.

المستوى الذي ظهر به معلول بالشوط الثاني العامل الأكبر المساعد فيه هو الحرية الهجومية المعطاة له، فمن الأصل اللاعب لفت أنظارنا لكونه قادر على المشاركة الهجومية الفعالة وبالتالي على البدري البناء على هذا المستوى والاستمرار في حث اللاعب على المشاركة الهجومية ومساعدته تكتيكياً على ذلك.

وفي ظل التراجع المستمر لعمرو السولية في مستواه كان على حسام عاشور مهمة ثقيلة جداً في وسط الملعب خاصة وأن أهم خطوط الفريق التونسي هو وسط الملعب، وبالتالي ظهر عاشور بمجهود بدني وتكتيكي رائع في أرض رادس.

فالسولية بعيد عن قوته في افساد الهجمات وتوقع تمريرات الخصم وبالتالي خرج كثيراً بفضل تمركزه غير الصحيح من اللعب، ولكن يكن للأهلي سوى عاشور في وسط الملعب قادر على افساد عن طريق التمركز الصحيح.

كذلك تمكن محمد نجيب من مواصلة تقديم الأداء الرجولي كلما اعتمد عليه البدري في أي لقاء، ليظهر المدافع بصورة مميزة جداً حتى وإن كان مشاركته في المباريات ليس بصورة مستمرة.

أهم ما ميّز الأهلي مساء السبت هو القدرة البدنية القوية التي ظهر عليها اللاعبين أمام الترجي، فحتى أخر دقيقة ظهر التفوق البدني للاعبي المارد الأحمر وهو أمر يحسب لأنيس الشعلالي وللبدري الذي تعاقد معه ضمن جهازه الفني.

ثانياً السلبيات:

الاعتماد على نفس طريقة لقاء الذهاب أمام الترجي كان أمر سلبي، فإذا نظرنا لنقطة الضعف الأبرز في الفريق التونسي سنجدها في سوء تعامل خط دفاعه بصورة صحيحة مع الهجمات المرتدة نظراً لوقوفه بالقرب من منتصف الملعب وبمسافة بعيدة جداً عن مرماه، وبالتالي كان من الأفضل الاعتماد على ضرب خط الدفاع بكرات طولية منذ بداية اللقاء.

حتى بلقاء الذهاب أتيحت لنا كرتين بالشوط الأول احتسبت علينا تسلل "بخطأ تحكيمي" ولكن إذا كان قرار الحكم غير موجود لانتهت الفرصتين بهدفين للقلعة الحمراء دون شك، كذلك برز ذلك في الشوط الثاني، ولكن البدري فضل الاعتماد على نفس الطريق بالعودة وهو ما أظهرنا بصورة "سيئة" بالشوط الأول.

كذلك اختيار العناصر التي بدأت اللقاء لم يكن موفق، فالبدري أجرى أكثر من تغيير في تشكيل الأهلي، ليدفع بنجيب بدلاً من سعد المصاب، بالإضافة إلى مؤمن زكريا ووليد سليمان بدلاً من الثنائي أحمد الشيخ وجونيور أجايي.

فالاعتماد على مؤمن لم يكن موفق خاصة أن اللاعب لم يشترك في أي لقاء رسمي منذ أكثر من شهر، بالإضافة إلى ابتعاده الفترة الماضية عن مستواه، وبالتالي الدفع به في لقاء ثقيل بهذا الحجم ربما لم يكن الاختيار الأفضل.

بينما عدم الدفع بأجايي أحد أفضل اللاعبين بالفريق بالفترة الماضية أمر لا يوجد تفسير له، مع التأكيد أنه تمكن من قلب اللقاء منذ دخوله بالشوط الثاني، ولكن السؤال هل كان مخطط أن يسير اللقاء بهذا الشكل؟ وإن كان نعم ماذا لو كنا استقبلنا الهدف الثاني بالشوط الأول في ظل معاناتنا الفنية الواضحة؟

كذلك الاعتماد على وليد سليمان لتعويض غياب أجايي لم يكن الخيار الأمثل لأن اللاعب مثله مثل مؤمن زكريا في نقطة الابتعاد عن مستواه الفني المعهود، وهو نفس اللاعب الذي أخرجه البدري أمام طلائع الجيش في الدوري بين الشوطين لسوء مستواه، فلماذا إذن الاعتماد عليه أمام الترجي؟

على الرغم من أخطاء التشكيل الا أن البدري تمكن مع بداية الشوط الثاني من تعديل الأمور عبر اخراج مؤمن واقحام أجايي واللعب بـ4-4-2 بدلاً من بـ4-2-3-1 وهو ما أحدث الفارق لنتمكن من احراز هدفين الفوز، ولكن في ظل هذه الخطة لماذا الإصرار على بقاء عبد الله السعيد بأرض الملعب؟

من الأصل يعاني السعيد من انخفاض في مردوده الفني فقط - وذلك في ظل تمتعه بلياقة بدنية عالية وهو ما يظهر في تواجده المستمر في هجمات الأهلي ومساهمته التي لا بأس بها دفاعياً - ولكن مركز السعيد مطلوب منه التميز الفني أكثر من البدني بكثير وبالتالي كان من الأصل لابد الدفع بصالح جمعة بدلاً منه.

وعلى الرغم من مشاركة السعيد أساسياً كان على البدري اللجوء لصالح جمعة بالشوط الثاني خاصة أنه أقحم السعيد بمركز الوسط الأيمن، وبالتالي لم يظهر السعيد بصورة ملفتة سواء هجومياً أو دفاعيا، وهو ما كان سبب أقوى لدخول صالح بدلاً منه حتى وإن كان أيضاً لن يلعب بمركزه الطبيعي.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا