تحليل القمة: التلاعب بالزمالك بالشوط الأول فرصة لبداية "كورة جميلة"؟



لم يكن فقط الفوز على الزمالك هو من أسعد الجماهير ولكن المستوى الفني الذي ظهر عليه الفريق من قدرة على تمرير الكرة بشكل ممتع في وسط ملعب الخصم هو ما أضاف أكثر لهذا الانتصار على الغريم التقليدي.

وعلى الرغم من الفوز بالدوري بدون أي خسارة الا أن الفريق لم يقدم مستوى فني قوي في كل مباريات البطولة مثل التي قدمها في الشوط الأول أمام الزمالك، وبالتالي على الجهاز الفني بقيادة حسام البدري البناء على ما قام به في الشوط الأول لتقدم كرة أمتع وصناعة خطورة أكبر على المنافس.

ما حدث في الشوط الأول يختلف كثيراً على طريقة لعب الأهلي في أغلب مباريات الموسم، فبدلاً من اللعب بصالح جمعة خلف رأس الحربة لعب بجوار حسام غالي على أن يكون عمرو السولية خلفهما.

هذا التمركز أعطى للأهلي أفضلية ساحقة في القدرة على نقل الكرة في ظل دخول الثنائي مؤمن ووليد لعمق الملعب لإتاحة الفرصة للثنائي فتحي ومعلول للتقدم في محاولة للعب كرات عرضية.

كذلك الشوط الأول لم يقتصر الأمر على القدرة في نقل الكرة ولكن في سرعة استرداد الكرات من الزمالك، وهو ما يجبرنا على الاعتراف أن وسط الملعب بقيادة الثلاثي صالح وغالي والسولية قدموا مباراة أكثر من رائعة.

بالنسبة للسولية فإن ظهوره بمستوى عالي أصبح أمر اعتيادي خاصة أن عودته من الإصابة لم تؤثر عليه كثيراً لأنه سرعان ما استعاد مستواه ليصبح أحد أكبر مكاسب الفريق بالفترة الماضية.

وبالنسبة لغالي فإنه تمكن من الظهور بمستوى "راقي" جداً ليترجم فنياته على أرض الملعب سواء في التمرير والقدرة على امتصاص ضغط وسط الزمالك أو في التمركز الصحيح وافساد بعض هجمات الخصم.

أما بالنسبة لصالح جمعة فأعتقد أنه يمكنني القول أن أغلب الأهلاوية سعداء جداً بمستواه لأنهم يعلمون الإمكانيات التي يمتلكها والفارق الذي سيصنعه إذا تمكن من العودة لمستواه وهو ما بدأ فيه بالفعل.

صالح أمام الزمالك حافظ على تمريراته الرائعة وفتحه للمساحات لزملائه، بالإضافة إلى ظهوره بقوة في الجانب الدفاعي سواء في غلق المساحات أو في استخلاص الكرات ولم يكن عنده مشكلة في "إهانة نفسه" بالملعب "بالزحلقة".

قدرات الأهلي الفنية التي ظهرت بالشوط الأول كان جزء منها هدية من ايناسيو مدرب الزمالك الذي أراد أن يلاعبنا بنفس طريقتنا أمام الفرق الكبيرة، ولكنه لا يمتلك اللاعبين القادرين على تنفيذ تلك الطريقة.

حيث أراد ايناسيو أن يعطي الاستحواذ للأهلي على أن ينشغل هو فقط بالجانب الدفاعي معتمداً على الهجمات المرتدة، ولكن وجود الثنائي إبراهيم صلاح وطارق حامد اللذان يقومان بنفس الدور في الملعب حد من نجاح فكر البرتغالي وهو ما استفاد منه الأهلي أحسن استفادة.

بالشوط الثاني ترك الأهلي الطريقة التي لعب بها لنعود لطريقتنا المعتادة، لنجد صالح جمعة متواجداً أكثر خلف أجايي المهاجم الوحيد ليعود غالي بجوار السولية، فالبدري بالتأكيد توقع تحول الزمالك من الدفاع للهجوم لتعويض النتيجة.

حتى بالجانب الدفاعي تمكن الأهلي من القيام بما نجح فيه بامتياز طوال الموسم وهو الزود عن مرماه بكل شراسة، فلك أن تتخيل أن الزمالك طوال الـ90 دقيقة لم يتمكن من صناعة فرصة حقيقة سوى واحدة أضاعها ستانلي من داخل الـ6 بطريقة غريبة.

وفي ظل التركيز على الدفاع من قبل الأهلي دخل عبد الله السعيد بدلاً من وليد سليمان المصاب ليتحول صالح جمعة للطرف الأيمن، وعلى الرغم من أنه بالتأكيد فقد كثيراً من مخزونه البدني الا أننا يمكننا القول أن صالح لاعب عمق وليس لاعب خط.

بعد قلة مردود صالح كان من المنطقي سحبه والدفع بلاعب أخر، وعلى الرغم من تفضيلي للدفع بعماد متعب بدلاً منه الا أن الدفع بعاشور كان منطقي أكثر، فلم نكن بحاجة للدفع بورقة هجومية لأننا من الأصل متقدمين في النتيجة.

ولكن ربما تكون الصورة السيئة والمستوى الضعيف الذي ظهر عليه الزمالك يكون الدافع الأول في الطمع بالفوز بأكثر من هدف، وربما إذا كان متعب في الملعب لكانت النتيجة تغيرت أيضاً.

قبل نهاية الـ90 دقيقة تقدم الزمالك بكل خطوطه كما هو متوقع ليقدم الأهلي على أحد أفضل الهجمات المرتدة له هذا الموسم ليصنع السعيد هدف بعد نزوله بدقائق ليضع أجايي هدفه الثاني في شباك الزمالك.

مباراة رائعة بالفعل قدمها الأهلي أسعدت الجماهير خاصة أنها أمام الزمالك، وفي ظل التعامل على أن الموسم انتهى على الرغم من أن هناك بطولة كأس مصر الا أن الجهاز الفني عليه أن يحسب بالورقة والقلم خطواته ليعطي للاعبين الأساسيين فرصة لالتقاط الأنفاس قبل الدخول في معمعة الموسم الجديد الذي سيبدأ مع الدوري ومواجهة الترجي بدور الـ8 من دوري أبطال إفريقيا.

استطلاع الراى


توقعاتك لمواجهة الأهلي ضد مازيمبي بدوري أبطال أفريقيا؟
دوري أبطال أفريقيا - 2024

الفيديوهات الأكثر مشاهدة خلال شهر
تطبيق الأهلي.كوم متاح الأن
أضغط هنا